أشرق عيد الأضحى المبارك يوم أمس الأول الأحد ولا نملك إلا أن نستقبله بالفرح والسرور والبهجة وتبادل التهاني والتبريكات ونسأل الله تعالى أن يعيده على بلادنا الغالية والمسلمين باليمن والاستقرار والرفاه.. وفي فجر العيد سُعد الشعب السعودي بالأوامر الملكية الجديدة التي زادت الأمن توطيداً والنفوس طمأنينة وفي طليعتها اختيار سمو الأمير (سلمان بن عبدالعزيز) وزيراً للدفاع يؤازر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وهو أهل للمسؤولية ورمزٌ للوفاء.

صحيح أننا لا زلنا نعاني لوعة الحزن لفراق حبيب الجميع الأمير (سلطان بن عبد العزيز) تغمده الله بواسع رحمته؛ لمكانة الرجل بالنفوس، فقد عاش عمراً مديداً حافلاً بالخير والإحسان والعلاقات الإنسانية مع أفراد الشعب ولكن هذه طبيعة الحياة تستمر حتى تأتي النهاية الحتمية لكل كائن على وجه الأرض للانتقال إلى الأبدية التي نرجو الخالق جل وعلا أن يجعلها سعيدة بجنات النعيم.

أنا من المواطنين الذين صُدموا بوفاة الملك المؤسس (عبد العزيز) طيب الله ثراه ومن بعده الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد) وأخيراً ولي العهد الأمير (سلطان) رحمهم الله جميعاً؛ وبالفقْد عانت الأمة بكل أفرادها مشاعر من أصيب بأحب إنسان إليه لما كان لأولئك القادة الميامين من أدوار سجلها التاريخ المنصف عدالة بالحكم وسخاء باليد وعطفاً على الرعية.

وأشهد أن السلطة بعد تلك الأحداث انتقلت بسلاسة ويسر مما جعل أمور الحياة تسير بصورتها الاعتيادية وتزيد من أواصر المحبة والتضامن والتكاتف بين الأسرة المالكة وأبناء الأمة.

وأصدق دليل على هذا اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبد العزيز) لأخيه سمو الأمير (نايف بن عبد العزيز) ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وإجماع المواطنين على المبايعة الشرعية بهدوء وارتياح؛ ما أخرس بعض الأبواق الحاقدة والدعايات الرخيصة وأثبت للعالم أجمع أن الشعب والقيادة كيان واحد ولُحمة متماسكة .. تعترف بفضل الله عليها وتحافظ على مكتسباتها ومنجزاتها التي لم تتحقق إلا بالجهد الكبير والصبر المتواصل والإنفاق اللا محدود.

إن عون الله سبحانه وتوفيقه مع الحنكة والخبرة والاستفادة من تجارب الآخرين بالماضي والحاضر من الأسباب الداعمة للسلوكيات العقلانية التي يتحلى بها المواطن والمسؤول أياً كان موقعهما على ثرى وطننا الغالي، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الثبات على المبدأ والصراط المستقيم وعيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير.