لم نعد نقتنع بأن الديموقراطية الغربية، هي الديموقراطية التي حاولنا أن نقنع أنفسنا بتبنيها وخوض المعارك من أجل إرسائها في مجتمعاتنا العربية.
فالقول "إن الشعب في واد والحكام في واد آخر" لم يعد ينطبق على دول العالم الثالث فقط. فها هو الاتحاد الأوروبي الذي نحاول أن نأخذه مثالا في الديموقراطية يخالف رغبة شعوبه، ويخضع للابتزاز الإسرائيلي والأمريكي.
فالبيان الختامي الصادر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن المجزرة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية وحصار غزة، شكل انتكاسة لكل التوقعات، وفتش عن ذرائع للاحتلال لاستمرار الحصار.
والديموقراطية، أية ديموقراطية، هي انعكاس لحركة المجتمع، وهو ما لم نقرأه في بيان الاتحاد الأوروبي حول المجزرة التي ارتكبها الإسرائيليون بحق نشطاء أسطول الحرية. فالمظاهرات التي عمت العالم الغربي كانت موجهة ضد تلك الممارسات، و"الأسف العميق" للخسائر البشرية لم يقوِّ أوروبا بل أضعفها بقدر ما أضعف الساعين إلى إدانة إسرائيل على جريمتها، وأعطى المجرم ضوءا أخضر لارتكاب مزيد من الجرائم، لاسيما أن الجريمة ارتكبت بحق متضامنين دوليين، بينهم عدد كبير من المتضامنين والبرلمانيين الأوروبيين.
قام العالم الغربي ولم يقعد من أجل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، نظم الغرب حملات التضامن من أجل الإفراج عنه. إلا أن هذا الغرب نفسه لم يتذكر أكثر من 8000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
وهذا تمييز لا يمكن أن يرضى به أحد.