يخوض المطوفون والمطوفات في العاشر من ربيع الآخر المقبل، انتخابات مجالس إدارات مؤسسات الطوافة الست، والتي تشمل: (الدول العربية) و(إفريقيا غيرالعربية) و(تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا) و(إيران) و(جنوب شرق آسيا )و(جنوب آسيا). وهي الانتخابات التي تأتي في دورتها الثالثة، وسط أجواء أكثر نضجا ووعيا، خاصة من قبل الناخبين والناخبات، الذين سيدققون في البرامج الانتخابية المقدمة من القوائم المتنافسة، وسيتوقفون مليا عند كل برنامج انتخابي، فالعناوين البراقة والوعود الفضفاضة لن تنطلي عليهم -حسب تعبيرهم-ولن يمنحوا أصواتهم إلا إلى القائمة التي يرون أنها جديرة بتحسين العوائد المالية لهم، والتي يحصل عليها المطوفون والمطوفات.
تغييرات جذرية
ويشير عدد من المطوفين والمطوفات أثناء حديثهم إلى "الوطن" إلى أن الانتخابات الحالية ستشهد تغييرات جذرية عن الدورتين السابقتين، سواء من حيث وعي الناخبين والناخبات، أو من حيث البرامج الانتخابية التي ستعدها القوائم المتنافسة، والتي ستركز على برامج ممكن تطبيقها على أرض الواقع، بعد ما ألزمت الوزارة القائمة التي ستفوز، بتنفيذ 75%من البرنامج الانتخابي. وأوضح رئيس مؤسسة حجاج جنوب شرق آسيا المطوف زهير سدايو، أن القائمة التي ستفوز بثقة المساهمين والمساهمات "يجب أن تعد برنامجا انتخابيا واقعيا ممكن تطبيقه، وأن يكون هناك تناغم فكري بين أعضاء القائمة، ولديهم رؤية مستقبلية، وأن تضم القائمة أعضاءً من كل التخصصات الاقتصادية والإدارية والتقنية، لأن الطوافة أصبحت صناعة، بعد صدور قرار مجلس الوزراء بتثبيت المؤسسات، وتحويلها إلى مؤسسات تجارية"، مؤكدا أن "الوزارة أفسحت المجال لكبار السن للاستفادة من خبراتهم، في تطويرالخدمات المقدمة للحجاج، وتحسين العوائد المالية".
المجلس الأقدر
من جهته، رأى المطوف محمود مياجان، أن "وزارة الحج وضعت الكرة في ملعب المطوفين والمطوفات، لاختيار مجلس الإدارة الذي يرون أنه الأقدر على تحسين العوائد المالية، التي تهمهم بالدرجة الأولى، إضافة إلى تطويرالخدمات المقدمة إلى الحجاج"، مشيرا إلى أن "المطوفين والمطوفات ومن خلال الانتخابات السابقة، أصبحت لديهم القدرة على الاختيار، ولن تنطلي عليهم الوعود البراقة، وسيكون هناك تدقيق وحرص على اختيار الأفضل، والأقدر على تحقيق الهدف المنشود من مؤسسات الطوافة". وجهة النظر هذه، قاربها المطوف صالح صديق كوشك، والذي يرى أن "مؤسسة الطوافة عندما تعد قوائم للترشيح، فإنها تحرص على أن يكون هذا الترشيح في محله ومناسبا لأهدافه وغاياته، ومنها الأهم أن يكون المرشح متعلما ومتديناً وذا أمانة وخبرة، وذا كفاءه وخلفية حسنة، وأن لا يقل سنه عن الثلاثين عاما، والأفضلية لمن قاد السفينة بجدارة، ويشهد له المساهمون والمساهمات، وعمله ظاهر للجميع مثل أجهزة الدولة والعالم أجمع"، مضيفا "إذا توفرت هذه العناصر في العضو المرشح، فإن المؤسسة تستطيع أن تؤدي رسالتها، وتعمل بجد وإخلاص وتعاون مثمر وتضحية فعالة، وعندما سنت الدولة إنشاء هذه المؤسسات إنما رغبت في تحسين خدماتها، والقضاء على العشوائية التي تعطي هذا الأسلوب روح التجارة"،مؤكدا أن "مؤسسة الطوافة أصلا ليست للربح التجاري، وإنما أنشئت للرقي والنمو ولخدمة الحجاج، والسهر على راحتهم والعناية بهم، ومراعاة ظروفهم، ونحن ندرك ونعلم أن فئات الحجاج تختلف من فئة إلى أخرى. فمنهم من يريد الحج للعبادة الدينية المحضة، وزيارة بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم، ومنهم من يريد أن تكون رحلة حجه هذه للربح والتجارة".
فرصة للمطوفين
"الانتخابات فرصة كبيرة للمطوفين والمطوفات لاختيار القائمة التي يرون فيها تطويرا للخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، وتحسينا للعوائد التي يحصل عليها المساهمون والمساهمات خاصة، أن العديد من المساهمات يعتمدن على العوائد التي يحصلن عليها في توفير احتياجاتهن المعيشية"، هذا ما يراه رئيس مؤسسة حجاج جنوب آسيا عدنان محمد أمين كاتب، مراهنا على أن "الوعي الانتخابي الذي وصل إليه الجميع، سيقود إلى الاختيار الأفضل، خاصة أن المؤسسات مقبلة على خطوات تطويرية كبيرة، بتثبيتها وتحسين أجور الخدمات". وأشار كاتب إلى ان الوزارة بإلغائها شرط الحد الأعلى من السن، "أتاحت الفرصة للمطوفين أصحاب الخبرة لترشيح أنفسهم، خاصة في ظل القدرة على العطاء، لأن أصحاب الخبرة وجودهم أمر في غاية الأهمية"، حسب تعبيره.
المشاركة النسائية
ما يميز هذه الانتخابات، أنها لن تقتصر على الرجال وحسب، بل ستشارك فيها النساء أيضا، وهي المشاركة التي قالت عنها المطوفة آمنة زواوي إن "العنصر النسائي سيلعب دورا كبيرا في ترجيح كفة قائمة على أخرى، لأن المطوفات يشكلن حوالي 30%من المساهمين، ويهمهن بالدرجة الأولى وجود مجلس إدارة قادر بدرجة كبيرة على تحسين العوائد، من خلال تطوير الخدمات المقدمة للحجاج"، مؤكدة أن "المطوفات يتطلعن إلى تحسين العوائد التي يحصلن عليها، والتي تعينهن على توفير الاحتياجات المعيشية"، متوقعة "مشاركة كبيرة من المطوفات في الانتخابات القادمة". من جهتها، تشير المطوفة شادية جمبي، إلى أن وزارة الحج "أعطت المطوفة الفرصة للمشاركة والاختيار، والمطوفات بحكم قربهن من المهنة ومعايشة الواقع، لديهن القدرة على التدقيق في البرامج الانتخابية، واختيار القائمة الأقدر على قيادة المؤسسات في المرحلة القادمة، التي تتطلب وجود مجلس إدارة منسجم ولديه رؤية اقتصادية وإدارية، يستطيع من خلالها الارتقاء بخدمات المؤسسات وتحسين العوائد المادية، من جراء تقديم الخدمة".
ارتفاع الوعي
الوعي الانتخابي مسألة يركز عليها المطوفون، وهنا يقول المطوف وليد إسكندر، إن "انتخابات مجالس إدارات مؤسسات الطوافة في دورتها الثالثة، ستظهر ارتفاع مستوى الوعي لدي المطوفين والمطوفات، وإدراكهم لأهمية المشاركة، والقدرة على تدقيق البرامج الانتخابية المقدمة من القوائم المتنافسة، واختيار القائمة الأنسب، خاصة في ظل تقارب البرامج الانتخابية مع الخطوة التي اتخذتها وزارة الحج، بإلزام القوائم الفائزة بتنفيذ 70%من البرنامج الانتخابي"، متوقعا "مشاركة كبرى في هذه الانتخابات".
مشاركة الخبرات
وزارة الحج، بإلغائها الحد الأعلى من السن "أفسحت المجال لأصحاب الخبرات الطويلة، للمشاركة في مجالس الإدارات، وتوظيف خبراتهم في تطوير الأداء، وتحسين العوائد"، هذا ما يؤكد على إيجابيته المطوف عبدالقادر زكي، مشيرا إلى أنه "نتيجة لإلغاء حاجز السن، تم تخفيض المؤهل الدراسي إلى الكفاءة المتوسطة، لأن شريحة كبيرة من المطوفين كبار السن ليست لديهم مؤهلات دراسية عليا"، متوقعا أن "تجمع مجالس الإدارات الجديدة بين حماس الشباب، وخبرة الكبار، بمايؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة".
المجاملات السلبية
المطوف عادل منور، يعتقد أن "لدى المطوفين والمطوفات الوعي الكبير، الذي يمكنهم من اختيار القائمة الأفضل، ولكن المجاملات والمحسوبية ستعلب دورا كبيرا في الاختيار، بحكم طبيعة المجتمع، إضافة إلى وجود علاقات رحم وقرابة بين العديد من المطوفين، وهذه العلاقة ستلعب دورا في الاختيار"، مشددا على "أهمية تغليب المصلحة العامة لكل المساهمين والمساهمات على المصلحة الخاصة، لأن الاختيار الأفضل يقود على تطوير الخدمات التي تقدم للحجاج، وتحسين العوائد التي يحصل عليها الجميع".
اختيار حر
النظرة المتفائلة هي التي رسمت ملامح توقعات المطوف عبدالعزيز محمد حسين، الذي أشار إلى أن وزارة الحج "أفسحت المجال للمطوفين والمطوفات لاختيار القائمة التي يرون أنها ستحقق أحلامهم وآمالهم"، معتقدا أن "بعض مجالس الإدارات حقق إنجازات جيدة في الدورات السابقة، من خلال بناء مقرات وتحسين العوائد المالية التي يحصل عليها المطوفون والمطوفات، وبعض المجالس إنجازاتها مازالت قليلة"، مشددا على "أهمية المشاركة الفعلية في الانتخابات من المطوفين والمطوفات، لاختيار القوائم المناسبة بعد الاطلاع على البرامج الانتخابية وتدقيقها، والتأكد من إمكانية تطبيقها على ارض الواقع".
تشكيك نسائي
رأي "نسائي" للمطوفة وفاء مندر، قد لا يعجب كثيرا من المطوفات، فهي ترى أن "الوعي الانتخابي لدى المطوفات لن يكون بدرجة كبيرة جدا، لأن هذه هي الدورة الثانية"، معللة ذلك بأن"الدورة السابقة لا تكفي لكي تفهم المطوفات معنى الانتخابات، وكيفية اختيار القوائم، إضافة إلى أن وضع المطوفات في المؤسسات يختلف كثيرا عن العنصر الرجالي، من حيث عدد الأسهم والعوائد والمشاريع الاستثمارية" مشيرة إلى أن "المشاركة النسائية في الانتخابات ستكون كبيرة جدا، ولكن عنصر المفاجأة سيلعب دورا كبيرا في الاختيار، لأن المطوفة قد تطلع على برنامج انتخابي ويعجبها وتبدي موافقتها على اختيار القائمة، ولكن نتيجة لأى تأثير خارجي تغير رغبتها وتختار قائمة أخرى".
رأي مناقض
الرأي السابق، ناقضته المطوفة فاتن محمد حسين، والتي تشدد على أن "الوعي الانتخابي لدى المطوفات وصل إلى درجة كبيرة، بحيث تستطيع المطوفة الاطلاع على البرنامج الانتخابي لكل قائمة وتختار القائمة الأفضل والأقدر على قيادة المؤسسة في المرحلة القادمة"، مشيرة إلى أن الوزارة "أعطت المطوفات الفرصة الكافية للاختيار والبحث عن الأفضل الذي يرعى مصالحهن، إلا أن المطوفات يعتمدن على العوائد التي يحصلن عليها في توفير الاحتياجات المعيشية"، مبدية تخوفها من "شراء الأصوات وتقديم هدايا للمطوفات، لشراء أصواتهن، كما حصل في الدورة السابقة، حيث أنفقت إحدى القوائم أكثر من مليون ريال لشراء هدايا للمطوفات، ومع ذلك فشلت في كسب الثقة"، بحسب ادعائها. الرأي السابق لحسين، تتقاطع معها فيه المطوفة الدكتورة وفاء محضر، والتي تؤكد على أن "المطوفات ومن خلال المشاركة في اللجان النسائية بالمؤسسات، واحتكاكهن بمجالس الإدارات، أصبحت لديهن القدرة على التدقيق في البرامج الانتخابية، ومعرفة الخطط المستقبلية، وآليات تنفيذها على أرض الواقع، وأن شريحة كبيرة من المطوفات هن من الأكاديميات والتربويات، ولديهن الوعي الجيد لاختيار المجالس التي تستطيع الرقي بالخدمات المقدمة للحجاج وتحسين العوائد المادية، من خلال تنمية الاستثمارات".
مشروعات جديدة
رئيس مؤسسة حجاج إفريقيا غير العربية، عبد الواحد سيف الدين، ألمح إلى أن الوزارة "حرصت من خلال الانتخابات على إفساح المجال للمطوفين والمطوفات لاختيار مجلس الإدارة، الذي يرون جدارته وقدرته على قيادة المؤسسة خلال السنوات الأربع القادمة، وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج وتحسين العوائد المادية التي تصرف لهم سنويا، من خلال مشروعات استثمارية جيدة، والفرصة متاحة لكل من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة لترشيح نفسه وخوض غمار الانتخابات متوقعا مشاركة جيدة في الانتخابات من المطوفين والمطوفات".
لائحة جديدة
وكان وزير الحج الدكتور فؤاد فارسي اعتمد اللائحة الجديدة للانتخابات والتي اشتملت على بعض التعديلات ومنها إلغاء الحد الأعلى للعمر وتخفيض المؤهل الدراسي لمن يرغب في ترشيح نفسه لعضوية مجلس الإدارة إلى الكفاءة المتوسطة وأن يكون الترشيح من خلال قوائم انتخابية وليس كأفراد. ورغم أن الوزارة أجرت بعض التعديلات على اللائحة إلا أنها مازالت تصر على فرض نفسها على المؤسسات من خلال تعيين ثلث الأعضاء في كل مؤسسة من المؤسسات ودافع وزير الحج الدكتور فؤاد فارسي عن هذه الخطوة بقولة: إن الوزارة لاتهدف من خلال التعيين إلى فرض الوصاية على المؤسسات وإنما ذلك حق مشروع لها ضمنته اللوائح والأنظمة وهو ليس حكرا على وزارة الحج بل معمول به في الغرف التجارية الصناعية، لإيجاد نوع من التوازن، إضافة إلى أن الأعضاء الذين تعينهم الوزارة لديهم الدراية الكاملة بكل أمور الحج والحجاج. حيث أثبتت التجربة العملية نجاح من تم تعيينهم وأداء المهام المناطة بهم على الوجه الأكمل.