في وقت راحت أسعار الطماطم المحلي تتهاوى في أسواق المنطقة الشرقية؛ حافظ الطماطم "الرامسي" على "غروره"، وتمسك بأسعاره العالية رافضاً الدخول في المنافسة.

ووصل الغرور إلى حد بقاء سعر الصندوق "الرامسي" في مستوى يعادل سعر 17 صندوقاً من الطماطم المحلي الآخر.. هذا ما يحدث بالضبط بين صندوق "الرامسي" و الصندوق "الآخر" سعة 7 كيلوجرامات في أسواق المنطقة الشرقية.

وكان سعر صندوق الطماطم المحلي في سوق الدمام المركزي قد هوى، في الأيام الأخيرة، إلى ثلاثة ريالات، وهو وضع وصفه مزارعون محليون بـ"الكارثة". وقال المستثمر الزراعي حسين الحمود لـ"الوطن" إن "الوضع الحالي للطماطم المحلي يُنذر بخسائر فادحة على المزارعين". وهذا السعر بقي شبه ثابت في سوق الجملة، لكن أسعار "المفرّق" تأرجحت بين 7 و10 ريالات، وهو ما فسر، لدى المستثمرين، بأنه "فائدة خالصة لتجار الخضراوات وخسارة خالصة للمزارعين".

لكن الطماطم "الرامسي" تجاهل واقع السوق وتهاوي أسعار الطماطم الآخر، معتمداً على سمعته في المنطقة، وعرضه المزارعون في محلات صغيرة في بلدة العوامية بمحافظة القطيف، من دون تدخل الوسطاء.

وقد حصل هذا النوع من الطماطم على اسمه من منطقة زراعية اسمها "الرامس"، وهي مساحة مملوكة لجميع أبناء بلدة العوامية في شكل وقف قديم. وتتكون المنطقة من مئات المزارع الخاصة يعمل فيها فلاحون عاديون مركزين على محاصيل محدودة، مثل فواكه النبق والكعك والبطيخ الأصفر والقثاء. ويأتي الطماطم في صدارة المحاصيل بموسم قصير يستنفر فيه المزارعون قواهم لمدّ السوق بالمحصول المميز.

وعلى الرغم من وفرة الإنتاج هذا الموسم؛ فإن البائع في البلدة صالح الزاير يوضح أن الأسعار كانت عند سقف 75 ريالاً في بداية الموسم قبل شهر، لكنها تدرجت في النزول مستقرة عند قاع 50 ريالاً للصندوق. ويؤكد الزاير أن انخفاض أسعار الطماطم المحلي الآخر "لم يؤثر في سوق الرامسي" على حدّ تقديره، مضيفاً "الناس يشترون الرامسي حتى وإن كان غالياً".

لكن البائع علي الزاهر الذي يجلس على جانب من الطريق العام مستظلاً بمظلة بسطة أضاف بعض التعديل على هذه المعلومات.. يقول "كثير من الزبائن لا يقبل الشراء بـ50 ريالاً" خاصة مع وجود أصناف أخرى من الطماطم بـ10 ريالات. لذلك "لجأنا إلى تقليل كمية الطماطم في الصناديق وبيعه بـ35 ريالاً".

وفيما يبدو الجلوس مملاً ومضجراً مع قلة الزبائن؛ فإن الزاهر والزاير يؤكدان أنهما غير قلقين فبضاعتهما سوف تُباع قبل نهاية النهار بالأسعار التي يحددونها، ولن يحتاجا إلى المفاصلات.