"عيدكم مبارك".. من الملامح الجميلة لصباح العيد، ما تقوم به لجان أصدقاء المرضى حينما تقوم بزيارة المرضى المنومين في المستشفيات.

هذا العمل أحد الأهداف والأدوار المهمة، التي أنشئت هذه اللجان من أجله، قبل أكثر من ربع قرن، لغاية التخفيف عن المرضى، ومؤانستهم، والرفع من معنوياتهم وإشعارهم بأن هناك من يسأل عنهم في المجتمع، ويتلمس احتياجاتهم.

مشكلة هذه اللجان أنها تحاكي أفراد المجتمع.. زيارة المريض في بلادنا لها طقوس عجيبة.. تمتلئ غرفة المريض في اليوم الأول بالزوّار من كل مكان، ثم يلبث المريض شهرا كاملا بعد ذلك لا يسأل عليه أحد، ولا يهتم لأمره أحد!

شيء من ذلك تقوم به لجان أصدقاء المرضى.. تزور المرضى في العيدين ثم تختفي فلا أثر لها في غرف المرضى.. فليتها تقوم بزياراتها هذه بشكل مستمر طيلة العام.. فالمرضى هم المرضى في العيد وغيره.. وحاجاتهم لا تتغير في زمن دون زمن آخر..

النقطة الأخرى أن لجان أصدقاء المرضى ليست سواء.. هناك لجان تعمل ليل نهار.. وثمة لجان نائمة بحجة عدم توفر المال المعين لها على العمل وأداء رسالتها.. بينما لا تفعل شيئا لتوفير هذا المال.. غاية ما تفعله هو إرسال خطابات لرجال الأعمال.. خطاب واحد بصيغة واحدة مكررة كل عام، الذي يتغير فقط هو اسم التاجر!

يفترض بلجان أصدقاء المرضى أن تعيد حساباتها.. وتقوم باستحداث آلية جديدة لتوفير الدعم.. ما الذي يمنعها مثلاً، من استثمار عوائدها بطريقة سليمة مأمونة شفافة؛ تضمن لها استمرارية أعمالها الإنسانية الجليلة والمهمة وتساعدها على تنفيذ أهدافها، بدلا من أن تطرق الأبواب كل عام بحثا عن المساعدات والصدقات على طريقة: "لله يا محسنين"؟!