المتتبع لنهج الأمير سلمان بن عبد العزيز القيادي يجد أنه يحاول الجمع بين الهيبة والمحبة ما استطاع, وإذا كان الخيار لأحدهما فالأول هو خياره الدائم الذي يمتلكه ويترك لضمير الآخرين الإنصاف فيما يمتلكون. هذا النهج القيادي القرآني المسمَّى بـ(القوي الأمين) هو ما يؤمن به شخصيًّا ويطبقه إداريًّا ويمارسه إنسانيًّا.

(القوة) لدى سلمان بن عبد العزيز هي العلم والمعرفة، وهي ضالته التي اكتشف جميع الطرق المؤدية إليها، فالقوة عنده هي الحق وهي العدل وهي الانضباط. قوته لم تكن يومًا تجبرًا أو طغيانًا أو استغلال سلطة أو نفوذ, و(الأمانة) عنده هي خدمة هذا الكيان ، الذي نذر له النفس والوقت والفكر والمال، هي مصداقيته التي رسمها طوال تاريخه المشرِّف مع قيادته ومع أبناء وطنه، وهي الإحساس الذي يدفع الأمير ليعمل حتى في أوقات الإجازات الرسمية ليعود مريضًا أو ليواسي مكلومًا أو ليؤسس لعمل خيري.

التاريخ.. والتنمية.. والوفاء.. بعض من جوانب (القوة) و(الأمانة) في مسيرة هذا القائد . فـ(قوة التاريخ) لدى سلمان هي المرجعية والموضوعية المنصفة لكل ما هو سعودي بقيمه ومثله العليا ، التي يفاخر بها مجتمعٌ له تميزه وخصوصيته، إنها القوة بالحجة التاريخية وبالمنطق وبالمعلومة الدقيقة ، التي لا تجادل أو تنتصر أو تنحاز إلا لحقيقة، سلمان القارئ الواعي لملحمة التوحيد ، الخبير بكل المنجزات والقيادات الوطنية على جميع المستويات ، ومن مختلف الأطياف.

وسلمان (الأمين على التاريخ الوطني) بتدوينه والحفاظ عليه من النسيان، ومن صنَّاع البطولات الوهمية، ومحترفي تغيير الحقائق. سلمان (المشرف على دارة الملك عبد العزيز) لكي يستمر تاريخ هذا الوطن أبيضَ كبياض وجه صاحب قصر المربع المحتضن لهذه الدارة.

القوة التنموية لأمير منطقة الرياض ترويها الخدمات والرفاهية والتمدن إنسانًا ومكانًا، وتدونها المحافظات والقرى خطواتِ تطورٍ ورقي . القوة التنموية لهذا القائد هي التي جعلت من صحراء المنطقة بعد توفيق الله سلة الغذاء السعودية، وهي التي جعلت من الرياض العاصمة قِبلة رجال الفكر والسياسة والاقتصاد. أما الأمانة التنموية التي حملها سلمان/الإنسان، ووفَّى بها، فيشهد له بها لسان حال كل منصف من أهل نجد ومناطق المملكة الأخرى.

قوة وفاء الأمير مضرب مثل واقتداء، ومنهج أخلاق وتميز, استمدها من تربية كريمة، وبيئة سليمة، وأسرة عظيمة، فجاءت مواقف (سلمان الوفاء) قوية بحجم ما يحمله في قلبه من أخوَّةٍ ومن حبٍّ، وعلى مستوى التطلع والثقة والإجلال والاحتفاء بالوفي مع مواطنيه والوفي مع إخوانه. أما أمانته على الوفاء فهي سمةُ تَفرُّدٍ يختص بها أبو فهد؛ ليعطي لكلمة (أخ) ذات الحرفين أبعادًا أعمق في الطاعة والبر والحب والتضحية. وعندما أراد خادم الحرمين الشريفين أن يعايد أبناء المملكة جاءت معايدته قوية وأمينة كعادته حفظه الله، وصدر أمره الكريم بإسناد أمانة الدفاع عن مقدسات وأرض وسماء وبحار هذا الوطن, لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز معادلة القوة والأمانة السعودية.