ماذا يحدث الآن في العالم وفي حياة جيل بأكمله على مستوى التطور الروحي؟ الغالبية لا يعلمون ما الذي يبث في وعيهم على مدار الوقت من أفلام، أبطال، أفكار، البوكس أوفيس العالمي وصناعة الأفلام.. هاري بوتر.. تويليت.. انسبشن.. هيلبوي.. ايراجون.. مملكة الخواتم.. كلها تنطلق من صياغة عوالم أسطورية وأبطال أسطوريين، السوبرمان، والبات مان، السبيدرمان، الأيرون مان، الكات وومن، بافي، أنجيل، إيلدر سكرولز، كرايسيس، ألعاب الفيديو وأفلام انتشرت في السنوات الأخيرة، أفلام تخلق من الوهم حقيقة ولكن في صورة سحر، يتمثل في عوالم أسطورية محورها بطل مُخَلِص، فهي جميعها تصب في فكرة البطل المخلص ولكن بألف وجه، وذلك بخلقها هذه الروحية المتحركة المصورة من خلال كيمياء بصرية يمتلكها سحرة "الغابة المقدسة"، لكن من هم سحرة الغابة المقدسة، وماهي عصاهم السحرية، وما هي الأسلحة التي يستخدمونها والتي تتواجد في بيوتنا ويتم تمريرها إلينا يوميا، بل إنها أصبحت جزءا من حياتنا اليومية كونها أحد أخطر أنواع السحر ولكن على الطريقة العصرية الحديثة "سحر الكيمياء البصرية"؟ والمعادل الرمزي لما يتم التخطيط له لجعل كل العقول رعايا متبوعين في غابة سوداء تحكمها رموز "هوليوود" أصحاب العصا السحرية، وهوليوود مصطلح ذو بعد أكثر من فني، لكلمة لها أصل وثني قديم وهي "هولي وود" تعني الغابة المقدسة، وهذه الغابة هي التي كان يُصنع من أشجارها عصا السحرة، وكان يَعتقد السحرة أن بإمكان حاملي هذه العصا التحكم بعقول الناس عن طريق تغييب عقولهم، كما كانت طقوس الكهنوت السحري لكهنة "السلت" أي إنجلترا القديمة تتجسد في شخصية الساحر "مرلين"، وكان كبار كهنة السحر يقومون بالسحر عن طريق عصيهم تلك، وحتى هذا اليوم ما زال السحر مستمراً، منطلقا من نفس المكان "هوليوود" مع اختلاف الأداة.
"هولي وود" إحدى الصناعات النخبوية التي كرست خصيصاً للسيطرة على العقول، من خلال الأفكار والمعطيات التي تؤهلهم لفرض سيطرتهم على البشر وتشكيل هوياتهم، هذا السحر المرئي ينمو باتجاه حياتنا، في وقت يغيب فيه الإعلام الثقافي المرئي ويظل مراوحا عند الوعظية، والتهريج، بمعنى غياب معادل مرئي رمزي لما يحدث من سحر يومي يأخذ بالأبصار والأفكار.