لست وحدي.. كثيرون اتفقوا معي.. انخفضت رسائل التهاني بالعيد إلى درجة كبيرة.. استعرض هاتفك الجوال.. بالكاد ستعثر على بضع رسائل وصلت لك البارحة أو البارحة الأولى.
في السابق ـ وهنا أستحضر أرقام شركات الاتصال ـ كانت رسائل المعايدات والتهاني تقفز إلى خانة مئات الملايين من الرسائل.. كانت تنهمر قبل العيد بأسبوع كامل وتستمر حتى صباح العيد.. لا أدري هل ستكشف لنا الشركات الأرقام هذه المرة؟! ليتها تفعل لأننا فيما يبدو أمام تحول في العلاقات الاجتماعية. ما الذي حدث.. لماذا عزف الناس خلال هذا الموسم بالذات عن إرسال رسائل التهاني؟ ثمة من يقول إن هذه الرسائل ما هي إلا مشاعر إلكترونية مزيّفة، لا حياة فيها، أدرك الناس ذلك، وبالتالي عزفوا عنها! هناك من يراها مجرد عادة موسمية.. تشعر بها الأصابع أكثر من القلب: خيارات.. ثم تحديد الكل.. ثم رسالة جديدة، ثم إرسال.. ثم إغلاق الجوال، فتصل الرسالة للجميع.
يقول أحد الأصدقاء اكتشفت أن رسالتي ذهبت إلى السباك.. والكهربائي.. وابن أخي في أول ابتدائي، وأحد أصدقائي الذين توفاهم الله! رسالة أو رسالتان تطوفان المملكة من شرقها إلى غربها.. بعضها ـ دون مبالغة ـ ما تزال تصل لي منذ أربع سنوات بنفس الصيغة والتنسيق.. ما الحرارة المتوقعة من هذه التهنئة؟
النكتة ـ وهي الأكثر شعبية في رسائل الـ SMS ـ حينما تصل إلى هاتفك للمرة الأولى تضحك منها.. وحينما تصل إليك مرة أخرى تقوم بحذفها!
ليتنا نعود كما كنا.. فنبادر بالاتصال بمن نرتبط معهم بعلاقات وقربى، ونتجاوز هذه الرسائل الإلكترونية المملة.. تماماً كما تجاوز المجتمع في زمن مضى بطاقات التهاني!
• كل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير.. وأرجو ألا تكون هذه التهنئة مثلجة هي الأخرى!