أحيت قضية إيقاف لاعب فريق الهلال الكروي، الروماني ميريل رادوي التي أدت إلى نشوب أزمة حقيقية بين الهلال ولجنتي الفنية والانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم، موروثا رياضيا وكرويا فقدته الساحة الرياضية لفترة طويلة وتحديداً منذ رحيل رئيس نادي النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود (يرحمه الله) الذي عُرف بتوجيه النقد الساخر في لحظة دفاع مستميتة عن حقوق ناديه وأوجد حراكا إعلاميا كبيرا لسنوات ومواسم طوال, وتلوكه الألسنة لزمن طويل.

وتبع رمز النصر، رئيس نادي الرائد السابق إبراهيم الربدي الذي صنع لناديه شخصية مميزة بين أقرانه من أندية الممتاز عندما كان يتبوأ كرسي رئاسته قبل أن يودعه خاصة في المنافسات التي تسبق مواجهة غريمه التعاون.

وبقيت تصاريح تلك الشخصيتين محفورة في أذهان الجماهير قبل أن تطمرها صفحات النسيان مع تبدل الوجوه الرئاسية, وتغيير لغة الخطاب الإعلامي في الأندية السعودية برحيل الشخصية الأولى وابتعاد الثانية عن العمل الرسمي بالنادي, إلى أن صعق الروماني ميريل رادوي إدارة الهلال قبل جماهيره بتصرفاته الرعناء التي غمرتها ساحات مع ردود الفعل الساخنة من قبل رئيسه الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد الذي عُرف ببعض قصائده الشعرية الساخرة لتكون أبلغ من أي بيان وأقوى من أي خطاب وأنجع من أي مؤتمر صحفي, حيث أعاد الصورة السابقة من خلال تشبيهات "باب الحارة" وبرنامج "ما يطلبه المستمعون" و"مجلس الأمن الدولي" في معرض ردوده الساخرة على أحداث واقعة رادوي الأخيرة، وجميعها جاءت تباعا وبعفوية تامة خلال دفاعه عن حقوق ناديه.

الرياضة والرئاسة وعقد الصفقات هنا وهناك، سرقت أمير الشعر من منتدياته الشعرية, كما فرض واقع الهلال والتطورات الأخيرة انقلابا كبيرا في اللغة وخلق أجواء شعرية ساخرة تماما كما كان يفعل ذلك عندما كان مسالما وهو عضو شرفي بالنادي، حيث وقتذاك قصائده الساخرة الشهيرة، كقصيدته المعروفة باسم (الحرامي) التي تراقصت عليها أنامله واحترم خلالها الحرامي صاحب المجد العصامي, وكذلك "يوميات المواطن" العربي الذي يبدأ يومه الأول بالديون والمرض والكبت وينهي أسبوعه بحكمة الجمعة (إلعن الظلام لن يجدي أن تشعل شمعة).

وربما تجبر الأحداث الحالية الرئيس الشاعر على قصيدة جديدة بعنوان "يوميات هلالي" خصوصاً إذا ما زادت معاناة ناديه في الأيام المقبلة، وتكون حينئذ أشهر قصيدة رياضية بعد أن غابت عن وسطنا الرياضي قصيدة (جاكم الإعصار) لأكثر من عقدين من الزمن والتي كتبها الأمير عبدالرحمن بن مساعد نفسه.

فألم الرئيس الهلالي بعد قراري لجنتي الانضباط والفنية، لم يعد في حاجة إلى البحث عن أسبابه بعد أن كتب ذات مرة "تعبت أنزف جراحي حبر وأدور للألم أسباب.. لجـل أكتب شعر يحكي بعض أصغر معاناتي".