هناك إمكانية للجامعة العربية في فرض ما تراه مناسبا على أعضائها، عبر الحوار المفيد والبناء، إذا ما وجدت النية لديها.

في المشهد الذي رأيناه في القاهرة أول من أمس، كان الهم العربي طاغيا، كي لا تنفلت الأمور من عقالها وتتجه باتجاهات لا تحمد عقباها.

خضعت سورية، أو تجاوبت مع الدعوة العربية. الأمر سيان. المهم أن الأمور وقفت عند هذا الحد، وإن كانت العبرة تبقى في التنفيذ.

والتنفيذ، لا يقتصر على طرف واحد من أطراف الصراع، فكما يتوجب على النظام السوري، باعتبار أنه يمسك مفاصل اللعبة الأمنية، وبيده الأوراق الكبرى من عملية الحل، فإن على المعارضة أيضا، أنّى وجدت أن تساهم في إنجاح المبادرة عبر الرضوخ لقرار الجامعة العربية، ليس حبا في النظام، وإنما ترسيخا لإمكانية حل أمورنا داخل البيت العربي، وليس في فناء المنظمات الدولية التي تتربص بنا شرا.

في الأيام المقبلة، سيكون النظام السوري على المحك، فإما أن تنجح نظرية من يقول إنه كان طوال فترة طرح الخطة العربية يسعى لكسب الوقت والمناورة، أو أنه يثبت فعلا مصداقيته، عبر مشاهدتنا القوات السورية وهي تنسحب من الشوارع، والأمن يعود إلى عمله الأساسي بالمحافظة على أمن البلد وإفشال مخططات خارجية، والسوريين يتجمعون في الساحات، ومن كل الفئات ليعبروا عن آرائهم بحرية، عبر شاشات تلفزيونية متنوعة، تنقل الرأي والرأي الآخر.

هل هذا ممكن؟

لننتظر ونرى.