بينما يحتفل العالم بـ(طفل المليار السابع)، الذي تنازعت عليه عدة دول من بينها اليمن وروسيا والهند والفلبين، حول أحقية كل منها بشهادة ميلاد الطفل الذي رفع عدد سكان الكرة الأرضية إلى سبعة مليارات نسمة وكأنه فتح عظيم!، حسم صندوق الأمم المتحدة للسكان النزاع لصالح اليمن التي لم تحظ بـ(طفل المليار السابع) فحسب، ولكنها حظيت أيضاً بـ(شرف) آخر بعد أن أقر الصندوق بأن الطفل الأول في المليار الثامن هو توأم المولود اليمني الذي حظي بالشرف الأول!.

الصندوق ذكر في بيانه أن طفلةً ولدت في الدقيقة الأولى من صباح الاثنين الموافق 31 من أكتوبر الماضي، في أحد مستشفيات صنعاء رفعت عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة، وأن شقيقتها التوأم هي المولود رقم واحد في المليار الثامن لعدد سكان كوكبنا (البدروم)!.

طفلتان شقيقتان– إذن – إحداهما أطلت على الحياة فـ(أغلقت) المليار السابع، والأخرى صرخت صرختها الأولى فـ(فتحت) المليار الثامن، ستصيران الأشهر في العالم، رغم أنهما من دولة عربية، فقيرة مادياً،غنية حضارياً، ولكن - للحق - بينها وبين الحرية (جرّة) قلم.

فإذا أضفنا إلى هذه الفتوحات النسائية العربية فتحاً آخر، ويمنياً أيضاً، بفوز الناشطة توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام قبل أيام، أدركنا أن نساء اليمن قادمات بقوة إلى رأس المشهد العالمي، وليس العربي فحسب، ما يفند مقولة كرمان نفسها لـ"الوطن" أول من أمس بأن المرأة العربية متوارية، وأن تواريها بعيداً عن مشهد الصدارة العربية عموماً واليمنية خصوصاً "سبب رئيس للتأخر الحضاري"؛ فها هي تفوز بنوبل للسلام، وتختتم المليار البشري السابع، وتفتتح المليار الثامن، فأي تقدم ورقي حضاري بعد هذا؟!.

اللافت في كل هذا الحراك العالمي حول (طفل المليار السابع) أن أحداً لم يلتفت لتصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في هذه المناسبة بأن ملياراً من السبعة مليارات يعانون الجوع، رغم وفرة الغذاء في العالم الذي وصفه بـ"عالم التناقضات الرهيبة"، تلك التناقضات التي ليس من بينها بالطبع السعي الأممي الحثيث لتحرير ليبيا وسورية واليمن من قذافيها وأسدها وصالحها، والتعامي الدولي الأزلي عن تحرير فلسطين من صهيونها!، وليس من بينها أيضاً ذلك التناقض الذي جعل أميركا (راعية السلام) تجمد مساهماتها المالية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) رداً على تصويتها لصالح قرار قبول عضوية دولة فلسطين في المنظمة كدولة كاملة العضوية!.

ما بين جوع مليار من البشر، وغياب الحرية عن كثير من دول العالم، وإلهاء الناس بـ(توافه) الأمور، يصبح السؤال عن العدالة الدولية ضرباً من الخرف!.