ما زالت الواسطة هي سمة مجتمعنا إلا من رحم ربي، وعندما نرى ما يحدث من بعض الموظفين يجب أن نصرخ بأعلى صوتنا، ونقول نحن نغرق فما تراه العين كل يوم من مآسي هذه الآفة المسماة بالواسطة يحرق قلب كل من به غيرة على وطنه ويتأسف على ما وصلنا إليه من تراخ وعدم مبالاة بهذه القضية المحورية لاستتباب أمن وطمأنينة المواطن البسيط! فهذا مراجع يسأل أحد موظفي مصلحة معينة عن فلان الموظف في هذه المصلحة والمكتب مكتظ بأعداد من المراجعين؛ فيشير الطرف الآخر ناحيته وما يتحدث إليه ثواني إلا وتتغير أسارير ذاك الموظف ويبدأ بتحية المراجع ويدعوه إلى داخل المكتب بكل حفاوة وترحيب ويطلب له الشاي ويأخذ معاملته ويتركه يرتشف من فنجانه بكل هدوء، وما هي إلا دقائق إلا ومعاملة المراجع منتهية، وأنت يا أيها المراجع الغلبان الذي لا واسطة لديك تنتظر أياما وأنت مرابط عند باب هذه المصلحة وكل مرة ينتفض الموظف بوجهك قائلا" أوراقك ناقصة أكمل الآتي وتعال بكره هذا إذا فرغ من مكالماته ورشف فنجان الشاي أو القهوة وبعد أن يلتهم فطوره على مكتبه وبعد أن يتحدث إلى زميله بأمر ليأخذ من وقتك أكثر من ساعة وأنت تنتظر وتكاد تنفجر من معاملة هذا الموظف الذي كان قبل قليل مثالا يحتذى به من حسن الاستقبال وأداء عمله على أكمل وجه وكم حاول أن يستعطف هذا الموظف الذي لا يلقي بالا لكلامه ويشغل نفسه بهاتفه الجوال ويضطر هذا المراجع المسكين ليكمل النواقص حتى إن الموظف طلب منه أوراقا ناقصة وهي موجودة بالملف وهكذا يمضي قطار أي مصلحة ببلدنا جوازات – بلدية – محكمة – شرطة – مرور ، والحال ينطبق على من يبحث عن وظيفة ويطرق كل الأبواب دون جدوى. هل المطلوب منا أن نفرق بين الرشوة والواسطة ؟ لا فرق بينهما فهما آفة ابتلينا بها.