تكثر الأحاديث والآراء هذه الأيام عن التجديد وتغيير الدماء وسياسة الإحلال في الكرة السعودية، وهي آراء محقة من وجهة نظري، فنجومنا الكبار لم يعد لديهم ما يستطيعون تقديمه للكرة السعوديه وبوجودهم لا يمكن لكرتنا أن تخطو إلى الأمام... خصوصاً أننا ومنذ سنوات عديدة نشاهد المنتخب السعودي يتقهقر على صعيد النتائج وعلى صعيد ترتيبنا في التصنيف الدولي، وهذا يدل على وصول نجومنا إلى المنحنى الحدي في مستوياتهم.

لقد تشبع هؤلاء النجوم من كرة القدم ومن الأرصدة المالية في حساباتهم " اللهم لا حسد " ولم يعد لديهم الحافز ولا الطموح، وما شجعهم على ذلك، الأندية التي لا تملك الجرأة في تقديم نجوم جدد من الفئات السنية رغم وجود العديد منهم ممن يمتلكون الطموح والحافز.. وحتى الفرق التي تحتل مراتب متوسطة في ترتيب دوري زين مضافاً لها الفرق الصاعدة للدوري، تعتمد اعتمادا كلياً على منسقي الأندية الكبيرة سواء بالإعارة أو الانتقال النهائي، ولم نعد نر وجوها جديدة رغم أن هذه الأندية تعرف أنها ستستفيد مادياً لو قامت بتقديم مواهب جديدة خصوصاً في بعض الخانات النادرة في الكرة السعودية، كلاعبي المحور وظهيري الجنب وقلب الدفاع وصناعة اللعب، وخير مثال على ذلك، الصراع الثلاثي النصراوي الهلالي الاتحادي على كسب توقيع اللاعب ياسر الشهراني الظهير الأيسر للقادسية، فرغم أنه لم يتجاوز العشرين ربيعا، قدمت له عروض وصل بعضها إلى خمسة عشر مليوناً.. فاللاعب يمتلك الموهبة لكن المبالغ التي عرضت كانت كفيلة بإنشاء أكاديمية على مستوى عالمي تخرج عشرات اللاعبين في شتى المراكز.

بدأ الاتحاد السعودي لكرة القدم عملاً كبيراً وجاداً يتمثل في الاهتمام الكبير بمنتخباتنا السنية وإعدادها وتوفير المشاركات لها.. ورغم أن هذا العمل تأخر كثيراً وغابت هذه المنتخبات عن اهتمام اتحاد كرة القدم، لكن أن تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ أبدا.

الكرة الاّن في ملعب الأندية فهي مطالبة بأن تشرك هؤلاء النجوم فعلياً في الفريق الأول ولو تدريجياً وألا تتجاهلهم وتتسبب في ضياع تلك المواهب، فهؤلاء ينتظرون الفرصة فقط.

مشاركة فرقنا السعودية في الأولمبياد الخليجي واحتلالنا للمركز الأخير بدون منافس، كان شيئاً مخجلاً ويجعلنا نعيد النظر في رياضتنا بشكل عام وليست كرة القدم فقط.

ويجب علينا أن نشخص المشكلة بشكل علمي رغم وضوحها للعيان، فهي تتمثل في ضعف الدعم المالي الذي يعتبر ضئيلاً جداً مقارنة بما تحظى به تلك الألعاب في دول الخليج الأخرى، والغريب أن البعض حاول التركيز على إخفاق كرة السلة بعد الخسارة الإدارية للمباراة أمام منتخب قطر بسبب ألوان الملابس، وتحميل ذلك الإخفاق لاتحاد اللعبة رغم أن مسؤولية الفرق تنتقل من الاتحاد المعني إلى اللجنة الأولمبية وإدارة البعثة في أي مشاركة خارجية رسمية.

منتخباتنا بدت متهالكة خصوصاً في الألعاب الفردية، كألعاب القوى التي تسمى أم الألعاب وغيرها من الألعاب الأخرى، فكان من الأولى الاعتذار عن المشاركة بدلاً من الظهور بهذا المظهر المحرج.