كشفت دراسة محلية حديثة عن تدني مستوى تطبيق المزارعين للتقنيات الحديثة في معظم مجالات رعاية وخدمة أشجار النخيل وتسويق التمور وبينت أن معظم المزارعين يمارسون النمط التقليدي في إنتاج وتسويق التمور.

وأرجعت الدراسة العلمية أسباب ذلك على مجموعة من العوامل منها : أن قرابة ثلاثة أرباع المزارعين الذين شملتهم الدراسة تجاوزت أعمارهم خمسين عاماً ، وأكثر من نصفهم لم ينالوا تعليماً نظامياً وقرابة نصفهم يمارسون الزراعة مهنة رئيسة ، كما يعتمد منتجو التمور كثيراً على العمالة الوافدة حيث أوضح ثلاثة أرباع عينة الدراسة أن هناك عمالة وافدة في مزارعهم وذكر أكثر من الثلثين منهم أن لا أحد من أفراد الأسرة يشاركهم في العمل بالزراعة.

وأوضحت الدراسة أن طرق الري القديمة غير المرشدة للمياه مثل الري بالغمر هي الأعلى استخداماً من قبل المزارعين مقارنة مع الطرق الحديثة المرشدة لمياه الري حيث أفادت العينة أنهم يستخدمون الري بالغمر بنسبة 6ر73% والري بالتنقيط بنسبة 9ر47% أما الري تحت السطحي فكان بنسبة 4ر8% فيما بلغت نسبة المستخدمين لطريقة الري بالنبع 3ر5% .

وبينت الدراسة أن التسميد العضوي سواء المتخمر بنسبة 73% أو غير المتخمر بنسبة 49% هو الشائع في الاستخدام، وكانت أقل العمليات لتقدير الاحتياجات التسميدية استخداماً تحليل التربة قبل غرس الفسائل وتحليل المياه ومعرفة مدى صلاحيتها للري، وتعد هاتان الممارستان من الممارسات الحديثة والمهمة التي ينبغي الاعتماد عليها في تحديد التوصيات السمادية ومعرفة مدى النقص في العناصر الغذائية .

وأفادت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمبلغ 879 ألف ريال أن أغلب التقنيات المستخدمة في مجال مكافحة الآفات والأمراض بنسب عالية هي الطرق القديمة المتوارثة ، بينما قلت نسب الذين يستخدمون التقنيات الحديثة وكانت أكثر التقنيات استخداماً هي التخلص من المخلفات الزراعية مباشرة بنسبة 87% وإزالة الطلوع والثمار المصابة بالعفن بنسبة 5ر81% .

وكانت أقل التقنيات استخداماً من قبل المزارعين تتمثل في الاحتفاظ بسجل للحشرات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل والتمور بنسبة 9ر90% واستخدام تقنية التبخير لمكافحة آفات التمور المخزونة بنسبة 6ر84% واستخدام المكافحة الحيوية حيث بلغت نسبة المزارعين الذين لا يستخدمون هذه التقنيات 2ر80% .

وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة إيجابية بين المستوى التعليمي للمزارعين وتبنيهم للتقنيات الحديثة في جميع مجالات إنتاج وتسويق التمور ، وكذلك وجود علاقة إيجابية بين المساحة المزروعة بالنخيل واستخدام التقنيات الحديثة في جميع مجالات إنتاج وتسويق التمور.

وأوصى الفريق البحثي الذي رأسه الدكتور فيصل بن سلطان السبيعي من جامعة الملك سعود بضرورة إنشاء وحدات لإكثار الأعداء الحيوية للحشرات التي تصيب أشجار النخيل وإطلاقها في مناطق زراعة النخيل المهمة في المملكة توطئة لإدخال تقنيات المكافحة الحيوية ضمن برامج مكافحة الآفات الحشرية بالإضافة إلى دعم إنتاج أصناف النخيل ذات النوعية الجيدة والمناسبة للتصدير والمنتجة بواسطة تقنيات زراعة الأنسجة وتشجيع المزارعين على استخدامها.

وهدفت الدراسة وفق نشرة أخبار المدينة إلى تحديد مدى استفادة المزارعين من التقنيات الحديثة في خدمة ورعاية النخيل وتسويق التمور وتقدير الفجوة بين مستوى التطبيق الفعلي والمستوى المأمول ومن ثم معرفة المعوقات التي تحول دون تبني مزارعي النخيل لتلك التقنيات الحديثة مع وضع خطط برامج إرشادية ضرورية لنشر المفاهيم الزراعية الحديثة وفق مؤهلات المزارعين الشخصية.

وتم إجراء هذه الدراسة في أهم سبع مناطق زراعة للنخيل في المملكة وذلك من خلال اختيار عينة عشوائية عنقودية نسبية مكونة من 500ر4 مزارع وجمعت البيانات عن طريق المقابلات الشخصية باستخدام استبانة مصممة لذلك الغرض ، بالإضافة إلى عقد حلقات نقاش مع مجموعات عشوائية من المزارعين في بعض مناطق الدراسة.