انتصرت الثقافة على المال، وانضمت فلسطين إلى اليونسكو بأغلبية ساحقة، رغم أنف إسرائيل وتهديدات الولايات المتحدة بمعاقبة المنظمة الدولية، وإفلاسها عن طريق قطع المعونة السنوية عنها، وهي معونة تشكل 22% من ميزانيتها للمنظمات الدولية التي تمتلك حرية الحركة، بعيدا عن الفيتو الأميركي، مواقف مشرفة، كان آخرها ما حصل في باريس أول من أمس، حيث حصدت فلسطين 80% من الأصوات المؤيدة، مما سبب حرجا للولايات المتحدة، وامتعاضا لإسرائيل.

قبل ذلك كان مجلس حقوق الإنسان منصفا مع الفلسطينيين في ما يتعلق بالعدوان على غزة، حتى وإن تراجع القاضي اليهودي الجنوب أفريقي ريتشادر جولدستون عن قرار إدانة إسرائيل لارتكابها جرائم بحق الإنسانية.

يحق للفلسطينيين أن يحتفلوا بهذا النصر الذي تحقق، وهو مقدمة لتحقيق انتصارات جديدة على كافة المستويات الدولية، في المرحلة المقبلة، ربما يكون أكثرها أهمية التصويت المتوقع يوم 11 الجاري في مجلس الأمن الدولي حول طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

هذا الأمر، وإن كان مستبعدا، نظرا للفيتو الأميركي الجاهز، إلا أنه سيكشف المتواطئين مع الصهاينة ومشروعاتهم في المنطقة، والساعين فعلا إلى سلام شامل وعادل، قوامه دولة فلسطينية على أراضي 1967 عاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

لم تعد قضية الشعب الفلسطيني قضية معزولة عن اهتمامات الشعوب الأخرى، وخاصة العربية منها، وما نشهده من ربيع عربي ليس إلا نتاج هذه المسألة التي طالما توجر بها.