قال مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبد الله بن أحمد الثقفي إن لدى مديري المدارس صلاحيات كاملة بكف يد أي معلم تدور حوله أية شبهة، مضيفا أن سياسة وزارة التربية والتعليم تقوم على فتح المدارس أمام المجتمع إلى حد أنه يمكنهم إقامة أفراحهم وعزاءاتهم فيها.

وقال الثقفي في محاضرة بعنوان "الجودة في التربية والتعليم"، ألقاها في منتدى جدة بدارة رجل الأعمال خالد الفوزان، إن تعليم جدة امتلك 52 مبنى مدرسياً جديداً خفض نسبة المدارس المستأجرة إلى 20%.

وكان الثقفي قد تلقى سيلاً من الأسئلة الناقدة، دارت حول مسائل تتعلق بالجودة والإدارة المدرسية ومخرجات التعليم والفوارق بين التعليم الحكومي والخاص من عدد من الحضور الذين غص بهم المكان. وفي إجاباته على الأسئلة، قال إن هناك سياسة تعليمية جديدة من المتوقع أن تحقق نتائج عالية تصل إلى مضاهاة التعليم في الدول المتقدمة. وشدد على أن المرحلة المقبلة ستقوم على بناء القيم وشفافية العملية التعليمية والتغيير، مشيرا إلى عزوف المجتمع السعودي عن المشاركة في العملية التربوية والتعليمية، مذكرا بالأطراف الثلاثة التي تقوم عليها هذه العملية وهم: المجتمع والمنزل والمدرسة. وأضاف: قد يهدم أحد هذه الأطراف ما يبنيه الطرف الآخر.

وتحدث باستفاضة عن مستقبل التعليم في المملكة، مقدماً رؤية متكاملة تقوم على استراتيجية واضحة المعالم تنهض على إعداد المعلمين إعداداً جيداً على مستوى الفكر والقدرات والثقافة، مركزا في حديثه على المعلم بصفته أهم حلقة في العملية التعليمية. واعترف الثقفي بأن التعليم يعاني من مشكلات تتعلق بالمعلمين ومستوياتهم. وأجاب على سؤال لـ"الوطن" بأن الوزارة تداركت انخفاض مستوى المعلمين باختبار القدرات الذي أدى إلى رسوب 52 % من المعلمين.

وفي موضوع الإدارة، قال إن الوزارة منحت إدارات المدارس 60% من الميزانية بهدف منحها استقلالية ذاتية، كما أعطيت 52 صلاحية لإدارات المدارس. وأوضح أنه منذ انطلاق مشروع الجودة الشاملة الذي صدر بقرار وزاري في 13/3/1430 تم تقييم التجربة، وأعطت نتائج من بينها أن نسبة 59% جودتها قليلة، ومع ذلك لابد من أن يتم التقييم من خارج الوزارة وليس من داخلها، مفيدا بأن 10 مدارس في جدة تطبق معايير الجودة الشاملة.

من جانبه، قال رجل الأعمال خالد الفوزان إن ما عرضه الثقفي شيق وجميل، لكننا نلاحظ قصوراً في العملية التعليمية، مشيرا إلى أن رواتب المعلمين منخفضة، وأن مدارسنا ليست جيدة مقارنة بمدارس الإمارات. وأضاف أن المناهج لم تتغير، متمنيا أن ينفذ ما عرضه الثقفي على الحضور.

إثر ذلك، عاد الثقفي ليؤكد أن سر نجاح العملية التعليمية يكمن في شيئين هما، المعلم وتعاون المجتمع مع المدرسة، مذكرا بأن على المجتمع السعودي أن يحرر أبناءه من الخوف، ويتفهم مطالبهم ولغتهم ولا يفكر بالنيابة عنهم. وقال إن أمامنا تحديات قيمية، نافيا أن تكون هناك ممارسة للعنف في المدارس.

وأفاد بأنهم وفروا 152 قطعة أرض لبناء مدارس جديدة عليها، مشيرا إلى أنها تواجه مشكلة تقدير أثمانها بين المالكين والوزارة.