على إيقاع التظاهرات في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المناطق الجنوبية بدأت العجلة السياسية في التحرك، بعدما أعلنت المعارضة موافقة مشروطة على مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح بتأجيل الانتخابات التشريعية وتجميد التعديلات الدستورية والعودة إلى الحوار. وكان الحوار توقف قبل أشهر بعد اتخاذ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلسلة من الإجراءات بينها إقرار قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات.
وأوضحت المعارضة في مؤتمر صحفي في صنعاء أنها تقبل مبادرة صالح الأخيرة تحت مفهوم تراجع الحزب الحاكم عن كافة الإجراءات التي اتخذها بشكل منفرد في البرلمان. وقالت إن "ما جاء في خطاب الرئيس وبيان اللجنة العامة للحزب الحاكم يعني إلغاءً لكافة الإجراءات الانفرادية المخالفة للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والمتمثلة في التعديلات الدستورية والتصويت على قانون الانتخابات، وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات"، كما قبلت أن تعود إلى الحوار الذي تقوده اللجنة الرباعية المشكلة من الجانبين بواقع اثنين من كل طرف. وجددت المعارضة مطالبها للرئيس صالح بإيجاد دولة عادلة تستوعب كافة اليمنيين وألا تكون محتكرة من قبل فرد أو أسرة أو حزب. وأشار البيان إلى أن الرئيس صالح إذا ما كان جاداً في التغيير فعليه أن يعمل على تنحية كل الأبناء والإخوان وأبناء الإخوان والأقارب حتى الدرجة الرابعة من مواقعهم القيادية سواء في القوات المسلحة وأجهزة الأمن أو في الحكومة والمجالس المحلية والخدمة المدنية، وذلك في إشارة إلى تولي العديد من أنجال وأقارب الرئيس صالح لمواقع عسكرية ومدنية كبيرة.
ودعت المعارضة السلطة إلى "استيعاب دروس ما جرى في كل من تونس ومصر، وما يجري في اليمن الذي ينذر بحدوث انتفاضة شعبية عارمة قد يقودها الشارع نفسه".
في الميدان خارج قاعة المؤتمر الصحفي للمعارضة، اشتبكت قوات الأمن مع المئات من المتظاهرين خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح. واعتدت الشرطة على بعض المتظاهرين من أبرزهم الصحفية سامية الأغبري، التي نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، والناشطة الحقوقية والصحفية توكل كرمان والبرلماني أحمد سيف حاشد، ومصور وكالة أسوشيتد برس هاني العنسي، فيما تم اعتقال المحامي خالد الآنسي وآخرين.
وفي تعز فرقت قوات الأمن والجيش أمس بالقوة اعتصاماً في شارع التحرير بالمدينة للمطالبة بتنحي الرئيس، وتم اعتقال 18شخصا، بينهم شباب ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم.
وكان نحو ألفي متظاهر قرروا المبيت في شارع التحرير بتعز مرددين شعارات مناوئة للرئيس صالح وحكومته.
من جهة ثانية قرر الرئيس صالح تأجيل زيارته للولايات المتحدة التي كان مقررة أواخر الشهر الجاري نتيجة للظروف الراهنة التي يمر بها اليمن والمنطقة. وأوضحت مصادر رسمية أنه سيتم التواصل عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين لتحديد موعد آخر للزيارة.