سبع جولات مضت من دوري زين لكرة القدم، وبنهاية الأسبوع الحالي تكون الأندية الأربعة عشر قد أنهت ثماني جولات، ما يعني أن ثلث الدوري تقريباً انتهى.

والواضح أن دوري هذا الموسم يختلف بعض الشيء عن دوريات المواسم الماضية، خصوصاً مع دخول الاتفاق كأحد أبرز فرقه حتى نهاية الجولة السابعة التي أنهاها متصدراً مع الفريق الشبابي.

وللحق، فإن فريق الاتفاق ـ بل نادي الاتفاق ـ لا يملك ما تملكه أندية الهلال، والأهلي، والاتحاد، والشباب، والنصر من "مال"، وليس لديه شركة راعية كبقية الفرق الخمسة، لكنه يملك رجالاً مخلصين، محبين، يدفعون من جيوبهم، وأولهم رئيس النادي.

واعتقد أن من مصلحة الدوري، أن يكون الاتفاق بطلاً له هذا الموسم، أو الأهلي، أو النصر، غير أن الاتفاق هو من وجهة نظري، واستناداً لنتائجه ومستوياته في الجولات الماضية، أكد أنه يمضي إلى هدفه بخطوات واثقة، ولديه لاعبون متفاهمون، ومنسجمون، وإدارة خبيرة، وجهاز فني عرف كيف يوظف العناصر التي يملكها بصورة أعادت لنا اتفاق زمان.

وإن لم تخذل الخبرة والبديل الجاهز الفريق الاتفاقي في الجولات المقبلة، فإن الاتفاق قادر على تحقيق اللقب، كونه يتعامل مع المباريات التي يخوضها بروح واحدة، وحرص على عدم الخسارة خارج ملعبه، ولا سيما عندما يلتقي فرقا طموحها البقاء.

ربما يرى البعض أن ملامح البطل لا يمكن أن تتشكل الآن، ولكنني سأخالف هذه النظرية إن جاز التعبير، فأنا أرى أن فريق الشباب يمثل بعبعاً للفرق، وهو أكبر وأقوى المرشحين للبطولة، يأتي بعده فريق الهلال بما يضمه من أسماء محلية، ثم يأتي فريق الاتفاق ثالثاً.

وحتى لا يفهم ذلك على أنني تعمدت إقصاء بعض الفرق مثل الاتحاد، والأهلي، والنصر، فهذه الفرق الثلاثة هي داخل المنافسة، ولكنها قد لا تتعدى في نهاية الدوري المركز الثالث، ولذلك أسباب، فالاتحاد يشتكي الإعياء والإجهاد، الذي يعاني منه في الداخل والخارج.

أما الأهلي، فما زال يشكو عيباً لم يتخلص منه، ولم يستطع أحد علاجه، وهو ظهوره بصورة هزيلة أمام فرق صغيرة، وتجده في مباريات أخرى فريقا آخر، يعتقد من لا يعرفه أن هذا الفريق هو بطل الدوري لثلاثة مواسم ماضية.

مثل هذا النوع من الفرق لا يمكن أبداً أن يكون بطلاً لـ"الدوري"، طالما أنه يعجز عن الفوز داخل ملعبه إلاّ بصعوبة كما حدث أمام التعاون، ويكاد يخسر أمام الفتح لولا هدف الإنقاذ الذي أتى به المهاجم العماني عماد الحوسني، ليعود الفريق بالتعادل من الأحساء، وقبلها خسارة بـ"أربعة" أمام الهلال.

مشكلة الأهلي، أن الفريق البطل لم يتكوّن حتى الآن، على رغم ما يصرف على الفريق، ووجود لاعبين أجانب يعدون من أفضل اللاعبين غير السعوديين في ملاعبنا، فيما يلغي بعض اللاعبين المحليين في الخط الخلفي كل بارقة أمل في صورة فريق له شخصية الكبار.

والحال في النصر يختلف كثيراً عن الأهلي، فالنزاعات النصراوية الداخلية والخارجية، ووصاية بعض النصراويين على إدارة النادي، ألقت بظلالها على الفريق، وبالتالي تأثر اللاعبون بما يدور داخل النادي، وهذا ما يضعف من عمل إدارة الفريق في ظل هذه الحملة المركزة عليها.

خلاصة القول: البطولة لن تخرج عن الثلاثة الشباب، والهلال، والاتفاق، وقد تنحصر بين الشباب والهلال، أما البقية فعليهم أن يبحثوا عن مراكز تضمن لهم التأهل لدوري أبطال آسيا، لنقطع مراحل ثم نسلم الراية لفرق شرق آسيا..!