حرص الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على إبقاء الباب مواربا أمام فرص ترشيحه للرئاسة في مصر، في المرحلة التي تمر بها البلاد في مرحلة انتقالية، لكن مصادر في الجامعة لم تستبعد أن يقدم موسى استقالته من الأمانة العامة قبل نهاية ولايته في مارس المقبل.

وبدأ موسى أمس في إعطاء تصريحات تحمل وجهات نظره في ملفات تتعلق بالسياسة المصرية الداخلية والخارجية، مؤكدا " أن من واجب مصر الالتزام بالاتفاقيات المعنية " ومنها معاهدة السلام مع إسرائيل، ومعتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين أحد التنظيمات التي تشكل قوى المعارضة المصرية ".

وكان موسى عمل وزيراً لخارجية مبارك على مدى عشر سنوات، قبل أن يداعبه الحلم في اعتلاء سدة الرئاسة منذ دفعت به بعض الدوائر كمرشح شعبي لخلافة مبارك منذ مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، خاصة بعد ارتفاع مستوى أدائه خلال عمله على رأس الدبلوماسية المصرية، ثم اعتلائه منصب الأمين العام للجامعة العربية، خلفاً للدبلوماسي المصري عصمت عبدالمجيد.

وتعززت فرص وطموحات موسى كمرشح يحظى بقبول شريحة كبيرة في الشارع المصري، مع اندلاع ثورة 25 يناير، حين أعلن انحيازه للمتظاهرين وتأييده لمطالبهم في التغيير، ولم يكبح موسى جموح طموحاته لخلافة مبارك ،وأعلن أنه في انتظار تعديل الدستور، لإعلان موقفه من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.

وقال موسى، خلال لقائه مجموعة من حركة شباب 6 أبريل، بمقر الجامعة قبل أسبوع،إنه سيتخذ قراره النهائي بعد تعديل الدستور أو إقرار دستور جديد للبلاد، دون أن يستبعد ترشحه للرئاسة.

كما أكد موسى - في حديث مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أول من أمس - أن مناقشة مسألة ترشيحه للرئاسة في الوقت الراهن سابقة لأوانها، مشيراً إلى أن مصر داعية للسلام في المنطقة، وستواصل هذا التوجه، كما أنه يصب في مصلحتها الإبقاء على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.

وأضاف أن هناك روحا جديدة تنتظم المجتمع المصري، منوها بأن رياح التغيير تجتاح منطقة الشرق الأوسط برمتها،وقال إنه من الضروري تركيز الجهود في المرحلة المقبلة بمصر على بناء إجماع وطني بشأن كيفية التحرك نحو المستقبل، موضحا أن الأيام القليلة القادمة ستكشف عما سيبلغه المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمواطنين لكن الهدف يجب أن يكون هو الإصلاح والديموقراطية، وأن تكون هذه هي الأجندة التي يتم العمل عليها، والتوافق بشأنها ثم المضي قدما نحو تنفيذها.

وسألت "الوطن" الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي عن الموقف إزاء إعلان موسى رغبته في الاستقالة وانعكاسات هذا الموقف على الجامعة العربية فقال "اسألوا الأمين العام".