التخطيط أمر مهم لكافة أفراد المجتمع، يستطيع من خلاله أي شخص الوصول لهدفه في أسرع وقت ممكن، طمعا لتحقيق الرضا النفسي والسعادة المنشودة وفي وقتنا الحالي الذي يحتم على الشخص ألا يضع خطته إلا بعد أن يحدد لها وقتا وزمنا ومدة طويلة وبعيدة المدى تجنبا للوقوع في الخطأ والتكرار الممل الذي قد يعصف بصاحبه ويعيده لنقطة الصفر والبداية. في جامعة من الجامعات الغربية اهتم قسم البحوث بدفعة من دفعاتها التي قارب طلابها على التخرج، وطرح سؤالا مهما على طلاب الدفعة: من رسم خطة لمستقبله رفع ثلاثة طلاب فقط؟، وسبعة وتسعون بالمائة من الطلاب لم يحدد أي واحد منهم وجهته، فوزع بعدها استبيان واحتفظ به بقسم البحوث بهذه الجامعة مدة 20 سنة وفتحت كل استبيانات طلاب تلك الدفعة فوجد أن الثلاثة الذين قاموا برفع أيديهم قد حدد أولهم طموحه بأن يصبح طبيبا مشهورا والثاني مدير شركة كبيرة والثالث مهندسا، وتتبع مسار كل طلاب هذه الدفعة فوجد أن من خطط لمستقبله قد حقق ما كان يخطط له بينما باقي الطلاب وجد منهم أشخاص فصل بعضهم من وظائفهم ومهنهم مرات عدة وأن ما يتقاضاه طالب واحد من أجر يعادل رواتب وأجور 97% من طلاب هذه الدفعة.

وبالعودة لصلب الموضوع فإن على أي شخص يتمنى أن يضع خططا مستقبلية تكون ذات طابع استمراري ومدد وأزمنة طويلة وبعيدة المدى وأن يضحي بشيء من الجهد والوقت والصحة والمال حتى تتحقق كل خططه وطموحاته.