عندما ضاقت مساحة الحزن على رحيل ولي العهد الأمير سلطان، تم الإعلان بهدوء عن تنصيب شخصية أخرى لا تختلف عنه كثيرا في الكفاءة والدراية، هو الأمير نايف.
ولأن قدر المملكة أن تكون في منظور عالمي على الدوام، فكان ما يجري فيها محط الأنظار على مدى أسبوع كامل، والعيون تترقب ما سيجريه الملك عبدالله من تغيرات بعد فاجعة فقدان الأمير سلطان رحمه الله.
اسم نايف كان هو الأقوى لهكذا منصب سياسي. والأمير نايف عرف عنه رؤيته الأمنية والإدارية وخاصة خلال الفترة الحرجة التي مرت بها المملكة أثناء عمليات الإرهاب التي استمرت مدة شهور، إضافة إلى رؤيته السياسية الخارجية الرصينة، التي تدلل عليها الشهادات العلمية والأوسمة الدولية التي نالها من دول عالمية سبع تأتي الصين وكوريا الجنوبية في مقدمتها.
الأمير نايف وسلطان وجهان لعملة واحدة هي الأمن والإدارة، والحياة العملية الطويلة للأمير نايف التي ألقت به في معترك السياسة والإدارة مبكرا منذ أن بدأ وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز فأميرا لمنطقة الرياض ثم نائباً لوزير الداخلية في عهد الملك فيصل ثم وزيراً للداخلية منذ بداية عهد الملك خالد حتى أصبح نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزارء في عهد الملك عبدالله، جعلت تعيينه كولي للعهد ليس مستغربا من قبل الخبراء السياسيين.
يحق لنا أن نفخر بهذه الدولة الراسخة والتي برهنت على مدى التاريخ أنها مستقرة ثابتة، وإن كانت الشريعة هي مصدر قوتنا فإن الاتفاق والتلاحم هو ثروتنا، فلنبايع نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد بكل ثقة.