رحل سلطان الخير، لكن لم ترحل أفعاله..
كل من ربطه القدر بسلطان بن عبدالعزيز أبى إلا وأن يتحدث عنه ويعبر عن مشاعره الحزينة.
منهم من نشر إعلانا في الصحف، منهم من كتب في الصحافة، منهم من نظم قصيدة، منهم من شارك في القنوات الفضائية، منهم من عبر عن حزنه وأفرد صفحات في شبكة الإنترنت، وأخيرا منهم الكثير الكثير ممن آثر أن يدعو له في ظهر الغيب.
جاء رحيل سلطان الخير ليثبت لنا جميعا قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه إن "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".
المسلم يعلم أن عمل الخير عبادة، وقليل من التفكر في هذه الكلمات يعيدنا إلى الطريق الحق في تعاملنا مع غيرنا، وكيف أننا كبشر نحصد نتائج المعروف الذي نقدمه للغير، وكيف أن هذا المعروف يدور ويدور في هذا الكون حتى يكون سببا في وقايتنا من مصرع سيئ.
كثيرا ما نقرأ أن كلمة طيبة نقولها تبلغ في آذان سامعها مبلغا كبيرا وتصنع منه شخصا عظيما، وأن صدقة في نظر البعض قليلة تقع في كف محتاج تصرفه عن ارتكاب الآثام، وأن لحظة عطف على إنسان محطم تجمع شتاته وتخرج الأمل من صدره.
كل هذه الصنائع أتقنها سلطان الخير ولا أبالغ إن قلت إن هذه الصنائع أضفت السكينة والطمأنينة في أرجاء مجتمعنا هذا لدرجة أنها دفعت وما زالت تدفع عنا الشرور والفتن في هذا الزمن الذي تلتهب فيها منطقتنا.
جاء رحيل سلطان ليقلب مواجع وذكريات صعبة الزوال..
كل المجتمعات تواجه المصاعب وكلنا نواجه الألم أو المرض أو الكرب أو المحن التي تلم بنا جميعا.
الفرق بيننا وبين غيرنا أن مجتمعنا السعودي حباه الله "قيادة" غرس في قلبها سلطان بن عبدالعزيز.. وسلطان هذا كان يشكل كل الفرق.. كان سلطان يد خير جندها الله عز وجل للتخفيف من وطأة الآلام والمرض والكرب والمحن التي تعصف ليس بأبناء هذه البلاد بل تظلل بفيئها الكثيرون في أنحاء هذا العالم.
الموت حق علينا جميعا..
لكن ليس كل من مات عاش..
لن أتحدث عنك يا سلطان بن عبدالعزيز فالكل يعرف من أنت..
لكني أعيش كل يوم سلطان الذي سماه والدي على اسمك تيمنا بك. ولد سلطان هذا وسمي بـ"عبدالعزيز" على اسم جده والد زوجتي، لكن والدي رحمه الله طلب مني تسميته "سلطان" لأن سلطان بن عبدالعزيز وقف معه في مرض والدتي يحفظها الله.
اليوم كلنا نحن أبناء المملكة الحانية وليس منا إلا من حنا عليه سلطان لا نقول إلا "اللهم إن سلطان قد أحسن إلى خلقك فأحسن إليه يا رب العالمين". آمين