اعتبر المخرج جميل القحطاني أن لكل عرض مسرحي ثغرات، وقال مساء أول من أمس في رده على مداخلات طرحت حول عرض "اسبرسو" لفرقة فرسان المدينة في مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة، إنه: "من الطبيعي أن يكون لكل عرض ثغرات، وأحب أن أستمع إلى كل وجهات النظر والنقد حتى أستفيد في المرات القادمة من خلال الإخراج أو التأليف".
وتركزت المداخلات التي وجهت للعرض حول مشكلة أن يكون المؤلف هو الممثل، واعتبر زكريا المؤمني أن ذلك يقتل الحالة الإبداعية لدى المؤلف والممثل.
بينما قال نايف البقمي "إن على جميل القحطاني أن يعود ممثلا، إذ لم نشاهد الليلة عرضا مسرحيا بالمعنى المعروف"، أما جعفر الغريب فرأى أن الممثل كان أقوى من المخرج، وهناك فترات في العرض تصيب المشاهد بالملل والبرود، في حين قال أحمد اليعقوب "إن مواكبة نهضة المسرح السعودي تحتاج لجهد أكبر"، مشيراً إلى الارتباك في حركة الممثلين الرئيسين، بينما قال حسين العلي "إن الإخراج كان تقليدياً، لافتا إلى طغيان السرد على الرؤية الإخراجية والحركة بالمسرح".
وتناول عبدالله الجفال نص العرض المسرحي "اسبرسو" في الندوة التطبيقية قائلا: "إن الإشكالات التي طرحها النص هي تلك الأزمة، بداية مع الشعر الذي أغلق منافذ العلم الأخرى باتصال الإنسان بهذه الحياة في جوانبها العملية (الدراسية)، فأوجد عمقا في دواخل الإنسان من خلال الشعر الذي سيطرت على أجوائه صورة الحبيبة بكل أبعادها الروحية".
وأضاف الجفال: أن تباشير الحوار في النص تبقى ملتقية مع ضحالة المفردات اللغوية، بما تنم عنه من معان مع ارتباطها الوثيق بذاكرة قوية وبمنطق مسيطر على الكثير من عامة الناس، مما يجعلهم في خانة الرضى والقبول بوضعهم، وإن تململوا منه بشيء من الضيق بحكم الإيمان المطلق بقدرية وضعهم وبإيمانهم بأنهم في مستوى معين من التفكير والقدرات لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، وقال "من هنا نرى أن التمرد منوط بالمؤثرات الخارجية كالواسطة، أو الغنى المسبق على حالة الخلق والإبداع للوصول إلى مستوى اقتصادي معين، وليس بالتمرد الفعلي على جوانب الضعف في الشخصية تمهيدا للتغير".
إلى ذلك، يعرض اليوم العمل المسرحي "رماد" للمؤلف حسين الخضر، والمخرج علي آل غزوي، بالإضافة إلى ندوة يقدمها المخرج الأردني بسام المصري عن تأصيل التراث في المسرح، فضلاً عن دورة الإخراج المسرحي التي ستبدأ اليوم، وتستمر لمدة خمسة أيام.