تعيش أسرة سعودية مكونة من خمسة أشخاص أوضاعا مأساوية فالأم غير السعودية وأبناؤها الأربعة يعيشون دون هويات تثبيت جنسيتهم. وتقول الأم وهي مقيمة مولودة في مكة المكرمة لـ"الوطن" إنها تزوجت من مواطن قبل عشرين عاما وأنجبت منه ثلاثة أولاد وبنتا خلال عشرين عاماً ويعيشون جميعاً دون إثبات هوية مع حرمانهم من الدراسة وحقوقهم المعيشية.

وتؤكد أنها عانت من زوجها المدمن أصناف العذاب فقد كان يتعاطى الخمور والمخدرات وينهال عليها ضربا وربطا وحبسا هي وأبناؤها ووصل به الأمر إلى طعنها بالسكين ولم تستطع علاج هذه الطعنات بسبب عدم وجود إثبات لجنسيتها وتركت جرحها مفتوحا إلى أن أصبح حفرة غائرة في جسدها مبينة أنه كان يضع الملاعق أو المفكات على النار ليحرقها بها بعد حبسها وربطها بالحبال وكتمان صوتها باللاصق ويرفع صوت الأغاني في البيت لكي لا يسمع أحد صراخها مشيرة إلى أنها في إحدى المرات فرت منه من نافذة المطبخ ولجأت لجيرانها وأبلغت الشرطة لإنقاذ أبنائها من وحشيته.

وقالت: كنت أهرب منه دائما إلى بيت أهلي وكانت أمه هي التي تقف بجانبي دائما وتعطيني أنا وأولادي الطعام والشراب إذا توفر لديها كي نسكت عما نقاسيه من ألم وعذاب ولا نشكو ولدها المدمن إلى أحد. وفي أحد الأيام قبض عليه في قضية سطو وسجن بسببها أربع سنوات وكنت آمل أن يتغير بعد هذا السجن ولكنه رجع أسوأ من ذي قبل فأصبح يتعاطى أكثر من السابق ويجلب إلى البيت أصحاب السوء ولا يرحم فينا أحدا من العذاب بالضرب والتعذيب وفي ذلك الوقت كان أبي قد توفي وهو ملجئي الوحيد الذي كنت أهرب إليه من هذا العذاب. ومع ذلك فقد كسر سني وطردني من بيتي ومعي أطفالي في الشارع وأجر البيت لمقيم. وعندها تقدمت إلى الشرطة ببلاغ وشكوته بسبب ضربه لي وكسره لسني وقبض عليه وبحوزته الحشيش المخدر وحبس لمدة أسبوع. وبينت المقيمة أن ابنها الأكبر بلغ من العمر تسعة عشر عاما ولم يدرس سوى الابتدائية وأخرج من المدرسة حسب النظام لعدم وجود ما يثبت هويته وهو الآن يتمنى أن يمتلك سيارة يشتغل عليها ويؤمن لأمه وإخوته ما يحتاجونه. أما ابنتها الثانية فقد حرمها من التعليم وقال إن البنات ليس لهن تعليم وهي الآن تبلغ الثامنة عشرة وحلمها الذي يراودها دوماً هو أن ترى نور العلم والتعليم وأن تعيش حياةً آمنة مستقرة لا خوف فيها ولا هلع، فهي أمية لا تكتب ولاتقرأ، مشيرة إلى أن لها ابنا في الصف الأول المتوسط دخل المدرسة بورقة تصريح إلى أن يتم تصحيح وضعه وإثبات جنسيته وقد نجح بتقدير امتياز والخوف من أن يلاقي مصير إخوته الذين سبقوه أما الصغير فهو كأخته حرم من التعليم.

وأكدت المقيمة أن أعمام أولادها عندما عرفوا بحالها مع زوجها كل هذه المدة طلبوا منها أن تسعى لتصحيح أوضاع أطفالها وإثبات هوياتهم وبعدها سيقفون بجانبهم في البحث لهم عن وظائف تعينهم على توفير احتياجاتهم المعيشية.

وكشفت أنها كانت تدخل أبناءها إلى المستشفى بأسماء أبناء وبنات أخواتها السعوديات. وأضافت أن اعتداءه عليهم لا يتوقف حتى عندما يكون بعيداً عن المنزل فيقوم بإرسال رسائل تهديد لها على الجوال. وقالت إنها لجأت لحقوق الإنسان ولم تجد منهم أي تجاوب مع معاناتها.

فيما أكد المشرف على فرع جمعية حقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة سليمان الزايدي أنه ستتم دراسة وضعها والتنسيق مع الجهات المختصة لتصحيح وضعها ووضع أبنائها ومساعدتهم في إكمال الدراسة والحصول على عمل مناسب.