من أبرز نظريات الإعلام نظرية الاستخدامات والإشباع.. تخلص هذه النظرية إلى أن اهتمامات ورغبات المشاهد أو المتلقي هي التي تفرض ما يعرض في وسائل الإعلام.. بحيث تصبح هذه الوسائل رهنا لاهتمامات المتلقين ورغباتهم..
نظرية الاستخدامات والإشباع ـ أو ما يطلق عليه بالشعبي "الجمهور عاوز كده" ـ وجدت انتقادات كثيرة.. هناك من يؤكد أنها هي التي تتحكم اليوم في جل ما تعرضه القنوات الفضائية اليوم.. وبالتالي كل ما يعرض في فضائنا اليوم هو صدى لرغبات الجمهور، ولا يمثل قناعات الناشر!
وهناك من يخالف هذا الرأي ضاربا المثل بقنوات بعينها.. مدللا أنها ارتقت بوعي وذوق المشاهد، وأصبحت هي من يحدد له ويختار له ويقدم له.. بل ويفرض عليه ما يشاهد وما لا يشاهد.. ما يسمع وما لا يسمع!
في نظرية الاستخدامات هذه، أميل إلى حد كبير للرأي الأول استنادا على الواقع.. وهو أن الناس هي التي تتحكم في وسائل الإعلام.. فلو ـ وهذا مثال بسيط جداً ـ اتصل أحد المستمعين بإحدى إذاعات إف إم وطلب أغنية "بحبك يا حمار".. سيتهلل المذيع فرحاً ويقول له حاضر! ـ وبالتالي تبرأ عهدة الناشر على اعتبار أن هذه هي رغبة المتصل ـ وسيأتي يوم تقدم الوسائل الإعلامية ما هو أبعد من ذلك.
هل قلتم أين الحل؟
ثمة حلول.. أبرزها (المعلن) الذي يدعم هذه البرامج والمسلسلات.. المعلن يتحمل مسؤولية كبيرة.. هو طرف مهم جدا في الفوضى الأخلاقية التي يشهدها الفضاء.. تابعوا البرامج الفاضحة والمسلسلات الخليعة التي تهدد البناء الأخلاقي للمجتمع، وشاهدوا من الذي يعلن وسط هذه المسلسلات ومن الذي يقوم برعاية هذه البرامج!
يفترض أن تكون لدى التاجر السعودي رسالة في هذه الحياة تتجاوز جني الأموال والأرباح!