قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن أسعار العقود الآجلة القياسية للنفط لا تعبر بدقة عن العوامل الأساسية للسوق.

وشككت أوبك في فاعلية عقود مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف (غرب تكساس الوسيط) كعقود قياسية لسوق النفط العالمية.

وقالت أوبك في تقريرها الشهري إن كلا الخامين تأثر بعوامل محلية وغير متكررة. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي متجاوزا 100 دولار للبرميل.

وأضافت المنظمة "الاتجاهات الأخيرة لأسعار الخام الأميركي وبرنت هي أكثر تعبيرا عن أوضاع محددة للخامين وليست مؤشرا لأي نقص في السوق الحاضرة بأكملها.. هذا يطرح تساؤلات حول فاعليتهما كمقياسين لسوق النفط العالمية."

وارتفع برنت موسعا الفارق بينه وبين خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى قياسي فوق 16 دولارا للبرميل أمس بعدما تراجع الخام الأميركي بسبب بيانات صدرت أمس وأظهرت نموا أكبر من المتوقع للمخزونات الأميركية.

وقالت أوبك إن تراجع الإمدادات من بحر الشمال وأعمال الصيانة والأعطال في المنصات النفطية والطلب قصير الأجل من مستثمرين ماليين هي العوامل المسؤولة عن ارتفاع أسعار برنت.

وحذرت المنظمة أيضا من أن القاعدة الحاضرة لمزيج برنت ليست كافية وتزيد خطر الأعطال ونقص الإمدادات.

ورفعت أوبك إنتاجها من النفط إلى 29.72 مليون برميل يوميا في يناير وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2008.

وقالت أوبك في تقريرها الشهري إن إنتاجها ارتفع في يناير نحو 400 ألف برميل يوميا مقارنة مع الشهر السابق.

ورفعت المنظمة توقعاتها للطلب على نفطها 400 ألف برميل يوميا إلى 29.80 مليون برميل يوميا هذا العام لكنها حذرت من أن أسعار النفط قد تؤدي لانخفاض الطلب.

وقال التقرير "مخاطر انخفاض التوقعات لإجمالي الطلب العالمي على النفط ترتبط بالأسعار العالمية ... في حالة استمرار ارتفاع الأسعار فسيؤدي ذلك إلى انخفاض استهلاك وقود النقل".

وعلى صعيد الأسعار اليومية تحرك سعر مزيج برنت فوق 100 دولار للبرميل أمس مدفوعا باستمرار التوتر في مصر وتراجع إمدادات بحر الشمال مقارنة بمخزونات وفيرة في الولايات المتحدة وهو ما يوسع الفارق بين سعر برنت وسعر الخام الأميركي.

وبلغ مزيج برنت خام القياس الأوروبي 101.69 دولار للبرميل بينما بلغ الخام الأميركي الخفيف تسليم مارس 86.67 دولارا للبرميل.

وبلغ الفارق بين سعر كلا الخامين القياسيين 15.01 دولارا للبرميل بعدما لامس مستوى قياسي عند 15.41 دولارا للبرميل.

ومن المرجح أن يظل الفارق كبيرا بين الخامين القياسيين لفترة من الوقت إذ إن التوتر الحاصل في مصر وتراجع الإمدادات الأوروبية سيرفعان أسعار برنت بوتيرة أعلى مقارنة بالخام الأميركي الخفيف.