سيقولون العميد هزم نفسه، بل هم، أي ممثلو الإعلام الاتحادي أو المساند للاتحاد قالوا ذلك فعلاً، ثم زادوا بتجريد ديمتري من الفهم الكروي ومن عبقريته التي امتدحوها بعد الفوز على الهلال وإخراجه من ثمن نهائي دوري أبطال آسيا؛ وكأن مهمة المدرب البلجيكي العجوز كانت تتمثل فقط في إقصاء الهلال من البطولة.
وإذا كانت هذه هي البطولة في مفهوم أنصار الفريق الأصفر فقد نالها العميد بجدارة!! فألف مبروك للاتحاد!!.
ألم يخلعوا، حينذاك، على مدربهم ألقاب الخبير والداهية والعبقري والقارىء الحاذق للمباريات ثم فجأة أفقدوه كل تلك المسميات الباذخة وسحبوها منه بل ويطالبون الآن برحيله بعد هزيمتين متتاليتين في جدة وفي كوريا!!.
ليس هناك أكثر تناقضاً من كتابنا ومحللينا الرياضيين في الصحف والقنوات الفضائية، وكأنهم مصابون بالزهايمر؛ إذ ينسون اليوم ما قالوه بالأمس، ويغيرون غداً أقوالهم لهذا اليوم!!
تساءلتُ قبل خوض الاتحاد لنزاليه الأخيرين: هل أصبح التأهل لنصف نهائي دوري أبطال القارة هو الطموح والإنجاز الذي تقام لأجله الاستقبالات والأفراح الليالي الملاح كما حدث مع الاتحاد؟ أم أن الجدب الذي تعانيه كرة القدم السعودية جعلنا نطير بتأهل لما يبلغ بنا نهائي الكأس القارية بعد؟.
أليس الاتحاد الذي حقق ذات البطولة مرتين على التوالي قبل 7 و6 سنوات؟ كنت خائفاً على الاتحاد من هذا النفخ المبالغ فيه ومن هذا الاستعجال في الاحتفال ببطولة دونها خرط القتاد؛ فالمنافسون يبحثون أيضاً عن نفس الهدف!
كان خروج الاتحاد من آسيا متوقعا لأن المنافس له نفس الطموح مثلنا بالضبط، لكننا، مع الأسف، ننسى أو نتناسى ذلك ولا نرى إلا أنفسنا وأننا الأجدر والأفضل والأحسن والأميز مستندين إلى تاريخنا وأمجادنا الغابرة!!
لم يكن ثمة عميد أو نمر الأربعاء الماضي ولا الأربعاء الذي قبله، لأن المنافسة كانت في الملعب ولم تكن على صفحات الصحف ومايكروفونات القنوات ومسايقات التاريخ والماضي المطرز بالذهب، فالبطولة تذهب دائما لمن يستحقها والفوز يطلب صاحب السعر الأغلى، وقد دفعه الكوريون تنظيماً وانضباطاً ولياقة وحيوية وجهداً وعرقاً ورغبة ملحة في النصر، فيما افتقد الاتحاد ذلك ولعب باسمه وتاريخه.
نعم كانت المنافسة على العشب الأخضر واستحق الفوز والتأهل من هو جدير به. هذه حقيقة يجب أن نقولها، لا أن نكابر ونعتقد أن ديمتري وطرد هزازي والحكم سلبوا حقنا في الفوز، أو أننا خسرنا بأخطائنا ونحن من هزمنا أنفسنا على طريقة المتكبرين المكابرين والمغرورين فلا يسقط في النهاية سوى هذه الفئة.
وكما قلت عن الهلال في العام الماضي بعد خروجه من الآسيوية أقول نفس الكلام عن العميد فلستُ شامتاً في الاتحاد ولا في مسؤوليه ولاعبيه وجماهيره، فلهم كلهم كل الاحترام والتقدير، ولكنني ما أزال شامتاً في هذا الوضع المزري لإعلامنا أو على الأدق والأصح بعض طرحنا الكروي في الإعلام، قنوات وصحافة، لأنه لا يمكن أن تتطور كرتنا ونحن بهذه الاستعلائية والفوقية غير المبررتين!! مرة أخرى لماذا لا نعترف ونقول إن الآخرين يتقدمون ويتطورون بشكل مذهل وحقيقي؟ هل شاهدتم الفريق الكوري كيف سار بنزال الذهاب في جدة إلى حيث يريد بانضباطية لاعبيه وأدائهم المخلص بالضغط على حامل الكرة وروحهم التي تجلت في أرضنا وبين الآلاف من جماهيرنا؟
إنني أعذر الأمير نواف بن فيصل في استقبال فريق الاتحاد وتكريمهم بعد التأهل لدور الأربعة، كان الأمير يريد التشبث بفرصة احتمال وصول فريق سعودي إلى نهائي القارة ثم نيل البطولة، وكان يقصد تحفيز الاتحاديين ليستعيدوا شيئاً من مجدنا السابق.