رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز، صاحب الابتسامة الدائمة. علاقته مع الكاميرا عفوية، وإشارة البدء فيها دائماً ابتسامة. بلا مبالغة، وقد يكون التعميم هو الواقع معه، أن جميع المقاطع المرئية، سواءً التي كانت تعرضها شاشات التلفزة، أو تلك التي حفظها اليوتيوب للمستقبل، جميعها تحمل مواقف إنسانية.
الطفل عنده له قدر، وكذلك الكبير. السؤال الذي تسجله الكاميرا دائماً في لقاءاته مع الشباب وصغار السن هو "وش تآمر عليه"! ليست المسألة مرتبطة بالمادة فقط، بل يذكر أحد المحامين على موقع تويتر أنه حصل على قبول من جامعة هارفرد لدراسة القانون، لكن وقف له كثيرون في طريقه لإكمال دراساته العليا حين كان معيداً في إحدى الجامعات، هذا الموقف - مثلاً - لم يعرف عنه أحد إلا بعد وفاة الأمير سلطان رحمه الله.
الدكتور علي القحطاني، مدير المكتب الإعلامي للراحل سلطان الخير، ذكر موقفاً عبر شاشة العربية حين حضر الأمير سلطان زواجه ومازحه بقوله "أنت بخيل ما تعزمني"! الكثيرون حاولوا الانتقاص من الدكتور القحطاني وحديثه عن القصة بكل عفوية، بل وصل بهم أن قالوا إنه يختلق القصص. لكن موقع إحدى الصحف كان شاهداً على الزواج من دخول الأمير سلطان منزل القحطاني وحتى جلوسه معهم. الخبر الذي مرت عليه سنوات تحول بعد وفاة الأمير إلى الخبرالأكثر مشاهدة.
في أحداث الجنوب وحرب الحوثيين، من نيويورك إلى الدار البيضاء إلى الرياض، وبعدها مباشرةً إلى الجنوب، زائراً ومطمئناً على الجنود البواسل، وفي نفس الوقت، قبل رؤوسهم في المستشفى وكانوا يرفضون ذلك تقديراً لمقامه رحمه الله، وكان يصر على تقبيل رؤوسهم.
ابتسامة سلطان، معه دائماً، التلفزيون شاهد عليها بعد الناس. حتى في لقائه مع المبتعثين في نيويورك قبل عامين وأكثر، كان منهكاً من المرض، ولكنه التقى بهم وابتسم لهم وأهداهم مكافآت مالية عيدية منه لهم.
رحمه الله، كانت لقاءاته مع الإعلاميين ودية، والابتسامة حاضرة، تسجلها الكاميرا، وهي التي لن تغيب عن أذهان السعوديين.