تحولت أمطار رابغ التي توقعتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وحذرت منها إدارة الدفاع المدني فلم تهطل، إلى جدل بين الجهتين وتذمر أهالي المحافظة الذين عاشوا يومهم في رعب. فوصفهم للتحذيرات وكأنها "شائعات بلاك بيري" دفع بمدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في جدة اللواء محمد القرني إلى تحميل "الرئاسة" مسؤولية إخافة الأهالي وإطلاق الدفاع المدني حالة الاستنفار، مؤكدا لـ"الوطن" أن الدفاع المدني وجه منسوبيه بالتحفظ في التعامل مع الأرصاد حتى تتبع الدقة في تحليلاتها.

وأوضح أن التحذيرات التي صدرت إلى محافظة رابغ، تسببت في إرباك الدفاع المدني وإخافة المواطنين والمقيمين الآمنين.

من جهته، رد المتحدث الرسمي باسم "الأرصاد" حسين القحطاني، بأن المعيار العلمي يشير إلى أن ما بين 80% إلى 90% من التوقعات تتحقق، أما المتبقية فتكون خارج قدرات الإنسان، ومعلقة بمشيئة الله. ودعم القحطاني موقف الرئاسة باستعادة تجربة المراصد الأميركية مع إعصار كاترينا في 2005، والتي قللت من خطورته وقتها، إلا أنه ضرب ولايات أميركية بعد ساعتين متسببا في أضرار بالغة.

وأشار إلى أن الغيوم تجمعت صباحا على رابغ لكن سرعان ما تلاشت بعد ساعات، في حين تحققت توقعات الأرصاد حول أمطار الرياض والمنطقة الشمالية.




"الأرصاد أرعبتنا، خرجنا من منازلنا بحثا عن مكان آمن، هل تعلمت الأرصاد نقل الشائعات من بعض مستخدمي الإنترنت وخدمة البلاك بيري؟" هذا هو لسان حال سكان رابغ بعد التحذيرات التي وصلتهم من الأرصاد أول من أمس حول توقعات بهطول أمطار غزيرة وسحب رعدية من ساعات الصباح الأولى، والتي لم تهطل منها قطرة مطر واحدة، وإنما تسببت بإخافة الأهالي وإرباك جميع الجهات الرسمية، وعلى رأسها الدفاع المدني.

وقال المواطن مبروك الحربي، لقد غادرت منزلي الكائن بالدور الأرضي مع عائلتي وجمعت ما أستطيع جمعه، وذهبت إلى منزل نسيبي الذي يقع في منطقة مرتفعة خوفا من جريان السيول بحسب ما جاءنا من تحذيرات، وخصوصا بعد انتشار قوات الدفاع المدني وتمركزها وتحليق طائراتها بالجو.

وأوضح عوض الله الزبيدي، أن المزارع تقع في بطون الأودية ولو هطلت الأمطار التي تحدثت عنها الأرصاد لذهبت المياه بالمزارع ومن فيها، وأكثر أصحاب المزارع وسكانها خرجوا منها منذ وقت مبكر.

فيصل الجدعاني أفاد أن الأرصاد أرعبتنهم ويبدو أنها تعلمت من بعض مستخدمي الإنترنت والبلاك بيري كيفية إشاعة الرعب بين الناس وبث الشائعات.

من جهته، حمل مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة بمحافظة جدة اللواء محمد بن عبدالله القرني الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مسؤولية إخافة أهالي رابغ وتحويل الدفاع المدني وحداته وإطلاق حالة الاستنفار، بعد التحذيرات التي تم إطلاقها عن أمطار غزيرة جدا، والتي نقل الدفاع المدني على ضوئها فرقه إلى رابغ بمباشرة من مدير عام الدفاع المدني بالمملكة الفريق سعد التويجري وعدد من قيادات الدفاع المدني، و25 ضابطا و100 فردا وطيارتين عموديتين وعدد من سيارات الإنقاذ والقوارب المطاطية وسيارات الإسناد والمواد التموينية.

وأكد لـ "الوطن"، أن الدفاع المدني وجه منسوبيه بالتحفظ مع الأرصاد حتى تتم معالجة الدقة في مراقبة الحالة الجوية وإعطاء توقعات الجو، والتحول من التنبيهات إلى التحذيرات بدون سبب مقنع، مشيرا إلى أن التنبيهات يتم التعامل معها بطريقة مختلفة عن التحذيرات.

وأوضح أن التحذيرات التي صدرت على محافظة رابغ كانت بنفس قوة التحذيرات على محافظة جدة والعاصمة الرياض والحدود الشمالية إلا أنها بمجملها كانت تحذيرات غير دقيقة، تسببت في إرباك الدفاع المدني وإخافة وإفزاع المواطنين والمقيمين الآمنين، وما لذلك من انعكاسات خطيرة، متمنيا أن تحل المشاكل التي في الأرصاد بأسرع وقت ممكن وأن يتحسن وضعهم من خلال التقنية الجديدة والتي يسعون لتنفيذها في الوقت الحالي، مؤكدا أنه تم سحب جميع القوات الداعمة التي حولت إلى رابغ.

وحول تلك التوقعات قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، إن المعيار العلمي المتبع عالميا يشير إلى أن نسبة تحققها تترواح ما بين 80% إلى 90% في حين تكون النسبة المتبقية خارج قدارت الإنسان، ومعلقة بمشيئة الله.

وأشار إلى أن الغيوم تجمعت صباحا على رابغ لكن سرعان ما تلاشت بعد ساعات، في حين تحققت توقعات الأرصاد حول أمطار الرياض والمنطقة الشمالية.

واستعاد القحطاني تجربة المراصد الأميركية مع إعصار كاترينا في 2005، والتي قللت من خطورته وقتها، إلا أنه تحول سريعا وبعد ساعتين من توقعاتهم ليضرب ولايات أميركية متسببا في أضرار بالغة ، مشيرا إلى أن تحليلات المراصد العالمية تطابقت مع ما أصدرته الرئاسة حول أمطار رابغ.