في تجربة لافتة وغير معهودة، وبعد فترة من انتحال شخصيته أنشأ رئيس الديوان الملكي، السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، خالد بن عبدالعزيز التويجري صفحة خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي facebook استقطبت خلال ساعات من ظهورها أكثر من 300 صديق من الشخصيات القيادية والمثقفين والإعلاميين على الرغم من بعض الشكوك حول صحة نسبتها للتويجري خشية أن تكون انتحالا آخر. ودشنت حوارا تنازعه الترحيب والتساؤلات خصوصا أن موقعه الوظيفي يمثل بوابة استثنائية لوصول الطروحات والاقتراحات والشكاوى إلى نهايتها القصوى، وهو ما أكده التويجري إذ وعد زواره بتلبية مطالبهم أو إيصال شكواهم إلى صاحب القرار حتى إن كانت الشكوى ضده شخصيا. وطلب التويجري من زوار صفحته دعوة من يشاؤون، متمنيا أن تكون هذه الصفحة للحوار البناء البعيد عن المهاترات، إضافة إلى مراسلته عبر البريد الإلكتروني في أي شكوى خاصة.
بتعريف نفسه كموظف حكومي في ملف التعريف الشخصي لصفحته على facebook, ظهر رئيس الديوان الملكي للتواصل عبر الإعلام التفاعلي, بعد أن نشرت صوره لأول مرة منذ توليه منصبه وهو يقف إلى جانب الملك عبدالله في رحلته العلاجية, حيث كانت أول صورة له وهو يجلس خلفه حين خاطب الملك المواطنين في عيد الأضحى المبارك وقبلها صورة أثناء خروج الملك عبدالله من المستشفى، أما الصور الأخيرة فتوزعت أثناء الرحلة العلاجية لخادم الحرمين الشريفين، حيث كان التويجري يقود الملك عبر الكرسي المتحرك أثناء وصولهم لولاية نيويورك الأميركية، أو يقف خلفه في الزيارات ورحلته النقاهية إلى المغرب.
يقول التويجري لقراء صفحته التي ظهرت الاثنين الماضي "الإخوة والأخوات الكرام.. تحية تقدير واحترام.. لقد رأيتُ أن من واجبي أن أشارك في هذا الموقع، انطلاقا من مسؤوليتي وموقعي.. وهي مُشاركة لا أرجو منها غير إرضاء خالقي ـ جل جلاله ـ ثم أهلي في المملكة العربية السعودية.. والسؤال: لماذا أشارك؟. والجواب على ذلك يكمن في أن هناك من استغل اسمي موهما بأنه شخصي، ولا أعلم ما مُراده من ذلك ـ سامحه الله ـ. ومُشاركتي اليوم هي واجب لا ترفا.. هذا الواجب ينحصر تحديدا من قناعات بأن التواصل في زمن كثر فيه القيل والقال، يتيح لهذا أو ذاك، فرصة لتحقيق أغراض في نفسه دوافعها لا يعلمها غيره ـ سبحانه وتعالى".
ويضيف "اليوم أنا بينكم مواطن قبل أن أكون مسؤولا، جئتكم بصدر رحب لأسمع منكم وتسمعون مني دون حجاب أو حواجز.. تتواصلون معي متشرفا بالتواصل معكم في كل أمر ترون وأرى أن بمقدوري العمل من أجل حله، وما لا أستطع على تلبيته فلكم مني عهد الله أن أوصله لصاحب القرار، وإن كان شكوى على شخصي، لا أخاف في الله لومة لائم.. هذا وعدي لكم، وعهدٌ سيحاسبني عليه ربي يوم لا ينفع مال أو بنون".
وتضمنت رسالة رئيس الديوان الملكي لقراء صفحته ملاحظة قال فيها "ملاحظة هامة: آمل أن يكون التواصل بعيدا عن المهاترات، وليكن الهدف الحوار البناء.. ومن كانت لديه مسألة خاصة بالعمل فيمكنه مراسلتي عبر الإيميل. مع خالص مودتي واحترامي لكم جميعا. أخوكم/ خالد بن عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رئيس الديوان الملكي ـ السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين.
واختتمها بدعوة مفتوحة للمشاركة، وتوضيح لحدود مسؤوليته عما يظهر في الصفحة من آراء "أخي وأختي لا تترددوا في دعوة من يشاء لهذا المكان، إن رأيتم في ذلك فائدة.. ولكم الشكر. إن أية آراء توضع في هذا الموقع ليس بالضرورة أنها تُعبر عن رأيي، ويتحمل مسؤوليتها مَن صدرت عنه".
وتأتي المفارقة في صفحة خالد التويجري أنه أول رئيس للديوان الملكي في السعودية يقوم بخطوة التواصل الاجتماعي المفتوح مع الجمهور من حيث سهولة مخاطبته وإمكانية الوصول إليه دون عوائق بروتوكولية أو بيروقراطية.
وكانت أول شكوى أو ملاحظة يتقدم بها أحد الزوار هي عن خريجي الكليات التقنية وعدم توظفيهم وكانت من المشارك فيصل المطيري وكان رد رئيس الديوان الملكي بطلب إرسال تفاصيل أدق على البريد الإلكتروني المعلن في صفحته.
اللافت أن خالدا معروف ثقافيا وصحفيا بحكم ظهوره النشط في ملفات عدة سياسيا وثقافيا إذ كانت له مقالات وزوايا في عدد من الصحف والمجلات السعودية والعربية منها "الشرق الأوسط" و"المجلة" و"الصياد" وغيرها. ومع أن صفحته خلت من أي معلومات عنه إلا أن التويجري يحمل شهادتي ماجستير في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا وماجستير في التشريع الجنائي. وبدأ باحثا قانونيا بالحرس الوطني على المرتبة السابعة وتدرج في المناصب إلى أن صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا للديوان الملكي في أكتوبر 2005.