"ياوليدي لا تنقلونا من هنا، وخفضوا الإيجار، مباسطنا طيرها الهواء ونبي هالمكان مستمر للسوق الشعبي، ياوليدي أنا عجوز ومجنونة"، بهذه الكلمات استوقفت أم بدر العنزي أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن أمس أثناء تجوله في السوق الشعبي المقام ضمن فعاليات رالي حائل الدولي، فما كان منه إلا أن رد عليها "أبشري، خير إن شاء الله".

ومضى الأمير في جولته، في حين همست سيدة أخرى مرَّ من أمام مبسطها الأمير قائلة "ليته اقترب منا لاشتكي له من الإيجار".

واجتمعت حول أم بدر العنزي عقب الجولة النساء العاملات في السوق لشكرها على موقفها، ولكن ثورتها على منظمي السوق الشعبي لم تهدأ، وأبدت اللوم لزميلاتها اللاتي اخترن الصمت في حضور الأمير، قائلة لهن "لماذا لم تتكلمن حين حضر الأمير، ولماذا ندفع إيجار مباسط غير مجهزة، ونضع حاجتنا على الكراتين، والهواء يبعثر أغراضنا؟".

أم بدر العنزي حين علمت أن "الوطن" رصدت مطالبها، قالت: تكلمت للأمير وسأتكلم والرأس لن يقطعه إلا خالقه، ولكن اكتبوا، ولا تخافوا، نحن نطالب بحقوقنا، وما دفعناه أقل مما قدم لنا، ومباسطنا يلعب بها الهواء، ولم يوفروا لنا طاولات للعرض فاستعنا بكراتين، والدولة ليست عاجزة عن توفير مباسط كريمة لنا، أما أن يطلبوا منا أن نكون تشريف فقط فلن نقبل بهذا.

وحين رأت أم بدر العنزي أحد المباسط محطماً عقب سقوطه من شدة الرياح ورغم احتشاد الزوار حول مبسطها، صاحت للإعلاميين الموجودين "صوروا، صوروا ما حدث، فهذا ما نخاف منه ونحن كلنا معرضون لمثل هذا". وقالت "يا من يدور اشناطنا مع قششنا".

واقتربت مسنة تعمل حرفية بالسوق الشعبي لتشارك أم بدر، لتعبر عن مطالبها بلغة أنهكها التعب، قائلة: أنا سفيت الخوص" أمام الأمير في كل المهرجانات واشتركت هذا العام، وطلبوا منا أن ندفع لهم إيجاراً للمباسط، وأنا عملت لأكثر من 15 عاما في هذه المهنة"، فقاطعتها ثورة أم بدر: "لا أحد يحترم تاريخك ولو وجد من يحترمه فلن يفعل ما يفعله المنظمون".

وكان منظم السوق الشعبي محمد الصياح أوضح لـ"الوطن" أن أمانة المنطقة جهزت 37 محلاً لبائعات المأكولات الشعبية، وأنه تكفل بتجهيز 60 محلاً، مؤكداً أن الإيجار الذي يتقاضاه من العاملات في السوق يعد رمزياً، مشيراً إلى أن الدعم الذي يحصل عليه من هيئة السياحة والآثار يصرف بعد انتهاء السوق الشعبي، وبعد تقييم العمل الذي أشرف عليه.

وقال "اتفقت مع هيئة السياحة والآثار على إقامة السوق الشعبي، وهم سيقيمون العمل، ويصرفون مستحقاتي التي غالباً ما تصرف متأخرة وبعد الخصم الذي يبنى على ملاحظاتهم أثناء قيام السوق"، مشيراً إلى أن الحرفيات المشاركات من أماكن بعيدة تصرف لهن مبالغ لإعاشتهن أثناء فترة السوق، إضافة إلى مبلغ مالي يتجاوز ألف ريال بعد انتهاء السوق.