وصف عدد من سكان أحياء جدة المتضررة جراء سيول أربعاء الغرق مجلسهم البلدي بـ "القاصر"، مبررين ذلك بعدم وجود أي إجراء أو حتى خدمة قدمها المجلس للسكان، سوى التصريحات الإعلامية، والجولات الميدانية برفقة كاميرات الإعلام في الأحياء حسب تعبيرهم.
وأوضح سعد الغامدي وفهيد راجح وسعيد الصابري، من سكان حي السامر 3 إلى "الوطن"، ضمن الجولة التي نفذتها لاستطلاع رأي السكان حول خدمات المجلس، أن المجلس خذل المواطنين، ولم يقدم لهم أي شيء يذكر، وأنه كان من الأفضل لأعضائه السكوت، وعدم الدخول في مناظرات وتحديات إعلامية كشفت حقيقة عملهم الذي حرصوا على تأديته بعيدا عن حاجات السكان.
وأكدوا أن المجلس "قاصر"، ولم يحقق أي من أعضائه الوعود التي التزموا بها إبّان حملاتهم الانتخابية، وأنهم متأكدون من أن ذلك بسبب غياب أي صلاحية لهم فيما يتعلق بمشاريع الأمانة.
وطالب مسند صالح ومحمد خليل وعلي الحربي من سكان حي النخيل، أعضاء المجلس بتقديم استقالاتهم اعتراضا على الخدمات التي تقدمها الأمانة للأحياء المنكوبة، إن كانوا فعلا يعملون من أجل المواطن، مؤكدين على عدم قدرة الأعضاء على هذا الإجراء، لأنهم يعلمون أنهم لا صلاحية لهم، وأنهم تفرغوا للظهور على فلاشات الإعلام، على حساب المواطن، وأن المجلس منذ تأسيسه لم يقدم لهم أي شيء يذكر.
ووصف كل من بندر الزهراني ومحمد المطيري وفهد الصبحي، من سكان قويزة، المجلس بـ "القاصر"، مؤكدين أن هذا الوصف هو الوحيد الذي يمكن أن يطلق على المجلس، مقارنة بالعدد صفر من الخدمات التي قدمها لأحياء جدة.
من جانبه، رفض عضو المجلس بسام بن جميل أخضر التقليل من شأن الدور الذي قام به المجلس إبّان كارثة السيول التي ضربت المحافظة في الآونة الأخيرة وخلفت وراءها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
والتمس العذر للكثيرين ممن أصيبوا بصدمة في أعقاب كارثة السيول الثانية، واصفا الآلام التي تعرض لها بعضهم بـ "الكبيرة"، وأنها دفعتهم إلى صب غضبهم وانتقاداتهم في كل الاتجاهات، وأن المجلس يقدر لهم ذلك.
وأكد أن المجلس يقف قلباً وقالباً مع المواطنين، مذكرا الجميع بأنه طالب الأمانة في أعقاب الكارثة الأولى بوضع جدول زمني لمشاريع السيول والأمطار، وأن الدور الذي قام به المجلس لتخفيف الآلام عن المتضررين يتجاوز الجلسات والتوصيات إلى التلاحم مع المواطنين في الكثير من الأحياء والعمل بكل الوسائل على حل مشاكلهم.
وقال إن على الجميع أن يتذكر في البداية أننا لسنا جهة تنفيذية حتى نقوم بعمل المشاريع بأنفسنا، نحن نعمل وفق صلاحيات رقابية معينة، ونجتهد على قدر المستطاع للتعبير عن هموم ومشاكل المواطنين، وأصدرنا أخيراً بياناً شاملاً يوضح الجهود التي قام بها المجلس في قضية السيول من 4 سنوات وليس خلال كارثتي الأربعاء فقط.
وأضاف، كانت استغاثات المواطنين بالدفاع المدني والأمانة تتم عبرنا حتى وصلت آلياتهم بعد الظهر ولم نغادر المكان إلا بعد الاطمئنان على إنقاذ سكان المخطط بأكمله، وفي حي السامر والتوفيق كنا وسط المواطنين وأجرينا الاتصالات بكل الجهات حتى تحولت المنطقة إلى خلية نحل، والأمر نفسه تكرر في حي البغدادية والكثير من الأحياء، علاوة على غرفة العمليات التي تواجدت داخل المجلس على مدار الساعة لنقل شكاوى المواطنين إلى غرفة العمليات الرئيسة في الأمانة.
وأضاف "أكدنا في كل الجلسات على ضرورة أن يتم وضع حداً لهذه المشاكل باعتبارها تمثل حجر الزاوية في مدينة جدة وضرورة أن تعطى الأولوية الأولى، وشكلنا قبل شهرين تقريباً لجنة لدرء مخاطر السيول والأمطار بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز وهيئة المساحة الجيولوجية وحذرنا من المناطق التي يمكن أن تتكرر المأساة فيها".
وتابع" ظل أعضاء المجلس مرابطين من زيارات ميدانية ومراقبة للمشاريع ومتابعة للأمانة، وتفقدنا الأحياء المتضررة وكان بعضنا يواصل الليل بالنهار لإزالة الأضرار من الأحياء بسرعة عاجلة وإخبار الأمانة عن أماكن الخلل وتنسيق الجهود مع شركة المياه وشركات النظافة وعمليات الطوارئ".