بعد خمسة أعوام من التوقف التام لمشروع نفق طريق السلام بالمدينة المنورة وما تبعه من تأويلات وتساؤلات حول سبب توقفه، حسم أمير المنطقة، رئيس هيئة تطوير المدينة الأمير عبدالعزيز بن ماجد الموقف، معطيا بذلك إشارة البدء في تنفيذ المشروع. ومن المنتظر أن يبدأ العمل فيه خلال الأسبوعين المقبلين، بعد إجراء تعديلات جذرية على المشروع ليصبح جسرا بدلا من نفق.

وأوضح أمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة المهندس محمد بن مدني العلي، أن مجلس هيئة تطوير المدينة قرر في اجتماعه الذي عقد مطلع العام الهجري الجاري تنفيذ جسر على التقاطع بدلا من النفق، وذلك وفقا للدراسات التي أجريت من قبل أمانة الهيئة، والتي أوضحت أنه من الأفضل تنفيذ التقاطع بجسر طوله 900 متر، بدلا من النفق الذي كان من المقرر تنفيذه سابقا بطول 580 مترا.

وأشار إلى أن ذلك التغير الذي طرأ على المشروع يأتي مراعاة لميول الأرض الطبيعية، ولتأمين مسار حر للمشاة عند التقاطع الذي يشهد حركة متزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار، علاوة على حفظ الخدمات القائمة حاليا عند التقاطع. لافتا إلى أنه سيتم تنفيذ الجسر وفق أحدث المواصفات، حيث سيراعى في تصميمه الطابع المعماري للمنطقة المركزية. ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع في غضون عامين.

وكان نفق طريق السلام الذي كان مقررا افتتاحه في وقت مبكر قد توقف العمل فيه بناء على تعليمات هيئة تطوير المدينة المنورة، وذلك رغبة منها ـ وفق بيان سابق لها ـ في إتاحة الوقت أمام مزيد من الدراسة حول المشروع وقدرته بمواصفاته الحالية على تحقيق الأهداف المتوخاة منه لخدمة حركة النقل والمشاة في المنطقة المركزية عبر الدائري الأول ومواكبته للتطورات المتلاحقة، التي لم تكن في الحسبان عند وضع الدراسات التي استند عليها في تنفيذ المشروع، ومنها ازدياد أعداد الحجاج والزوار بشكل مضطرد سنويا، وإنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية، وتحويل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز إلى مطار دولي.

يذكر أنه تم سابقا توقيع عقد تنفيذ المشروع بقيمة إجمالية تبلغ 50 مليون ريال ومدة التنفيذ 24 شهرا، ويتضمن تنفيذ المشروع إنشاء وتحسين طريق الملك فيصل، وذلك بعمل طريق رئيسي حر باتجاهين تفصل بينهما جزيرة وسطية عرضها 2.50 متر وبكل اتجاه 3 مسارات، عرض المسار 3.7 أمتار، تليها جزيرة فاصلة بعرض 3.5 أمتار، تليها نقطة مواقف بعرض 3.5 ثم رصيف جانبي بعرض 3.65 أمتار. ويبلغ العرض الإجمالي للطريق 65 مترا، كما يشمل المشروع إنشاء معبر سفلي للمشاة في طريق الملك فيصل عند المدرسة الناصرية بباب الكومة لضمان سلامة وتدفق المشاة، خاصة بعد استكمال طريق الملك فيصل بتصميمه الجديد الذي لا يسمح فيه بعبور المشاة.