شكرا للحرس الثوري الإيراني على إعلانه أمس عدم مرافقة السفن الإيرانية المتجهة إلى غزة, ولكم تمنيت وتمنى غيري ألا ترسل إيران في هذا الوقت بالذات أي سفن تحمل مساعدات ولو كانت أرزا وزيتا, فأرز إيران هنا سيفسر بأنه قنابل وزيتها سيشعل المنطقة بمن فيها.

لقد سبق نتنياهو تحرك السفن الإيرانية بتصريح أعلن فيه رفض إسرائيل لإقامة ميناء إيراني في غزة. قالها بلؤم معتاد وكأنه يتهم أسطول الحرية بما عليه من سفن وشخصيات من 40 دولة بأنه يمهد لبناء الميناء الإيراني.

ولأن طهران في حالة اشتباك مع المجتمع الدولي بالعبارة المهذبة ومع واشنطن بصريح العبارة, فقد كان من المناسب العزوف عن إرسال أي دعم لغزة حتى وإن كان أدوية وإبر خياطة, فأدوية إيران كيماوية وإبرها رؤوس نووية, ونتنياهو يصر على تحويل الأنظار لطهران وليس لغزة أو أنقرة أو لأية بقعة من بقاع العالم.

صحيح أن أكاذيب نتنياهو أكثر من أن تعد وصحيح أن حيل إسرائيل باتت مكشوفة, لكن الشيء المؤكد أن صورة إيران في العالم الآن ليست على ما يرام, ومن ثم فإن السفن الثلاث التي تحمل أغذية وأدوية وعمال إغاثة قد تنقلب سلبا على قضية الشعب الفلسطيني كله وليس على أهالي غزة فقط.. ومن ذلك أن الأغذية الإيرانية لم تكن بروتينات وإنما مواد داخلة في تكوين البلوتونيوم, والأدوية الإيرانية لم تكن أدوية وإنما محاليل سكروز وجلكوز مشعين, أما عمال الإغاثة فهم جنود من الحرس الثوري الإيراني الذين جاءوا ليفتكوا بأطفال إسرائيل.

ندرك أن قرارات الدول ومواقفها لا ينبغي أن تتحكم فيها ردات الفعل, خاصة إذا جاءت من كيان مغتصب, لكننا ندرك أيضا بالتأكيد أن قضية حصار غزة في أوج نجاحها ونخشى على هذا النجاح من التشويش.