يثير تناول قناة "الجزيرة" الإخبارية لأحداث مصر جدلا كبيرا وواسع النطاق في الشارع المصري، مع التناقض الحاد في وجهات النظر ما بين مؤيد ومعارض لطريقة التناول. أما الجديد في هذا الجدل فهو أن المعارضين لسياسة القناة، وهم من مؤيدي الاستقرار والنظام في مصر انتقلوا من مرحلة النقد العنيف إلى مرحلة التحريض ضد "الجزيرة".

ويتزعم رئيس نادي الزمالك السابق المستشار مرتضى منصور حملة ضد قناة الجزيرة. وقال إن قناة الجزيرة ترفض بث آراء المشاهدين التي تخالف وجهة نظرها، مشيرًا إلى أن القناة رفضت مداخلته الهاتفية من قبل، وأيضًا رفضت مداخلة رجل الأعمال المصري الشهير المهندس نجيب ساويرس بعد أن زعمت القناة هروبه من مصر على خلفية مظاهرات الغضب.

وتساءل "منصور": "لماذا تستمر قناة الجزيرة لمدة خمسة عشر يومًا في تغطيتها لأحداث مصر "بالذات" دون العالم الآخر؟، ولماذا لم تنقل للعالم المظاهرات التي حدثت في ميدان مصطفى محمود؟".

وكان اللافت أن يستمر الجدل رغم اتخاذ الحكومة المصرية عدة إجراءات لمنع وصول رسالة القناة إلى الشارع، وكانت البداية بإغلاق مكتبها الذي يقع في قلب العاصمة المصرية القاهرة، مرورا بإيقاف بثها عبر القمر الصناعي المصري "نايل سات"، ثم تظاهر مؤيدي النظام أمام مقرها ومحاولة تحطيم المقر، نهاية باعتقال مدير مكتب القناة بالقاهرة قبل إطلاق سراحه.

إلا أن كل المحاولات التي بذلت لحجب القناة عن متظاهري "ميدان التحرير" باءت بالفشل، بعد أن تمكن عدد من شباب ثورة 25 يناير من إدخال عدد من الشاشات العملاقة إلى قلب الميدان ونقل البث المباشر للقناة من خلال ترددها على القمر الصناعي "عرب سات"، ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لسياسة قناة الجزيرة، بدعوى أنها تظهر كل الحقائق من دون زيف أو محاولة تضليل الشعب.

والمؤكد أن قناة الجزيرة ستظل مثار جدل في الشارع المصري كلما تعرضت أو تناولت أي حدث متعلق باسم مصر.