لم يثن تدني أسعار التمور في الموسم الماضي، عزيمة وإصرار مزارعي أشجار النخيل في واحة الأحساء الزراعية، عن بدء أعمال تهيئة مزارعهم ونخيلهم لموسم زراعي جديد خلال الأسبوع الجاري، لضمان الحفاظ على هذا القطاع ذي البعد الاستراتيجي الاجتماعي المهم وتطويره والنهوض به.
هذا ما أكده شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي، في حديثه إلى "الوطن" مبينا أن الأمطار الغزيرة، التي هطلت على واحة الأحساء خلال الأسبوعين الماضيين، عززت من تلك العزيمة والإصرار، بسبب عودة الحياة إلى التربة الزراعية في الواحة، وتنظيف الأمطار لجميع أجزاء النخلة، وإبعاد معظم الآفات الحشرية والأتربة عن النخلة. وتوقع إنتاج ثمار ذات جودة عالية وكمية وفيرة خلال الموسم المقبل تعوض المزارعين بعضاً من خسائرهم المالية التي لحقت بهم الموسم الماضي، داعيا جهات الاختصاص في وزارتي الزراعة والصناعة والتجارة، إلى العمل لاستعادة الأسعار إلى سابق عهدها عبر وضع حلول ناجعة لذلك.
وأشار الحليبي إلى أنه خلال الأسبوعين المقبلين، سيبدأ المزارعون موسم "تلقيح" النخيل، وهي أهم مرحلة في العملية الزراعية للنخلة، وتتوقف عليها كمية وجودة الثمار يوم الجني. وذكر أن عملية التلقيح تستمر لبعض الأصناف من النخيل حتى النصف الأول من شهر أبريل المقبل، وتختلف كمية اللقاح لكل صنف من النخيل، فنخيل الخلاص والشيشي والرزيز، تحتاج كمية أكبر من حبوب اللقاح مقارنة بأصناف الحاتمي والشبيبي.
وأكد أن الأجواء المناخية، شحذت همم الكثير من المزارعين على رفع مستوى جودة محاصيلهم، والتي تعتمد على خبرة وإلمام المزارع باحتياجات النخلة من جميع الجوانب، مبينا أن المزارع في واحة الأحساء يحرص على اكتمال الثمرة من حيث الحجم والوزن واللون والنكهة والرائحة والطعم. وأوضح المزارع حسين العمر أن الأمطار التي هطلت على الأحساء خلال شهر يناير الماضي سجلت ارتياحاً في صفوف الفلاحين لجميع المزروعات، بما فيها أشجار النخيل، واعتبروها مؤشر خير لموسم زراعي جيد. وأفاد أن لزراعة أشجار النخيل في الأحساء تقويما محددا، يبدأ من نهاية موسم جني التمور في الموسم الماضي ، حيث تترك بعده قرابة 4 أشهر من موعد الجني أو ما يعرف محلياً بـ "الصرام"، ثم تبدأ بعدها عملية تنظيف التربة وتسميدها ويعرف محلياً بـ "التحويض"، ثم إزالة الخوص الجاف وقص الكرب "الجريد" من النخلة.
وذكر أنها تأتي بعد ذلك مرحلة تنظيف الشوك من النخلة وتعرف محلياً بمرحلة "الجنامة"، وتهدف إلى تسهيل عملية التلقيح وتغطية وخف العذوق وجني الثمار، علاوة على مساهمتها بشكل كبير في زيادة حجم الثمار وتحسين نوعيتها، وجعلها مرغوبة أكثر لشكلها الجذاب ولونها أكثر اصفراراً قريباً من اللون الذهبي.
وقال المزارع علي الهاشم إن هناك عدة طرق لتلقيح النخيل إلا أن أفضلها طريقة الخلط بين التلقيح اليدوي والميكانيكي ، مشيرا إلى أن حبوب لقاح شجرة ذكرية واحدة تكفي لكل 25 شجرة أنثوية.