ظلت القيم العليا مثل الحب والسلام قيماً حقيقية لا يمكن تزييفها، أو الاختلاف عليها تماما مثلما أن الاستبداد وكل الإساءات إلى حرية الأشخاص وكرامتهم وسلب حقوقهم إنما هي اعتداءات على السلام، كثيرون بيننا يمارسون العنف الخفي وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً حتى صار الأمر طبيعيا بفعل التكرار، والعادة والحقيقة أننا لا نملك أن نغير العالم حتى نغير أنفسنا.
صانعو السلام ليس بالضرورة أن يكونوا من الأعلام الحاصلين على جوائز نوبل، فهناك من يعمل لصنع هذا السلام في دائرته الصغيرة على مستوى الحياة اليومية، وفي مساحة يومه، ومكانه، وتفاصيله قد يكون هذا أثناء عبوره الشارع، أو بين مجموعة موظفيه، أو في منزله، أو بين الأصدقاء والأبناء.
السلام ليس أجندة عمل ثوري، أو عمل سياسي، إنه سلوك إنساني لخلق روح سلام في حيز المكان الذي نعيش فيه إننا في حاجة أن نكون رواد سلام في بيوتنا ومجتمعنا وأن نُطير كل يوم حمامة سلام بيضاء من نوافذ حياتنا.
السؤال لمَ هذه المفاهيم لم تُعطِ ثمارها بالرغم من نداءات السلام المستمرة. طوبى لصانعي السلام فهم من يمتلكون قيم الإيمان بأن الإنسانية يجب أن تسلك هذا الطريق وأن صناعة العدالة على الأرض هي صناعة للسلام. فإرادة السلام اختيار واع يمكننا أن نحصل عليه إن أردنا.