المراقب للشارع السعودي طيلة اليومين الماضيين لن يلحظ أي تغير طارئ على الحياة العامة. لم يلحظ أي طارئ من أي نوع.. الحياة تسير بوتيرتها المعتادة.. لا جديد يذكر.. في الشارع في السوق في المسجد في المطار.. في المدارس والجامعات.. في المؤسسات الحكومية والخاصة. السؤال الذي يطرحه الغريب: كيف يحدث هذا لديكم في ظل وفاة رجل مهم ويعتبر أحد أركان الحكم، والبيت السعودي، ويقف على أكبر وزارات الدولة ـ وزارة الدفاع والطيران ـ مما يزيد من حجم دهشة السائل. ليس ثمة لغز، هذه هي نعمة الاستقرار التي نحمد الله عليها دوما، ونذكرها، وندركها، ونعرف قيمتها، وندرك مآلات البلد في حال فقدها لا سمح الله.
الاستقرار نعمة عظيمة.. لا يدركها اليوم إلا الذين افتقدوها.
علمتنا الأحداث المشابهة ـ وهناك أحداث أكبر مرت بها بلادنا ـ أن تماسك الأسرة الحاكمة وتلاحمها مع شعبها، كان صخرة كبيرة تحطم عليها الكثير الكثير من أحلام الطامعين والمتربصين. ولذلك فإن أثمن ما لدينا هو هذه النعمة الكبيرة.. وعلينا أن نحرص على صيانتها، وعدم العبث أو السماح بالعبث بها.
الاستقرار هو العمود الفقري لجسم الدول والمجتمعات، الاستقرار هو كونترول التنمية والاقتصاد، وإذا ذهب ذهب معه كل شيء.
"ربي اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر".