الفقيد غالٍ والخطب جلل والمصاب كبير، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، رحم الله يمين الملوك والمكارم، رحم الله رجل الإدارة والسياسة، رحم الله ولي العهد، رحم الله وزير الدفاع، رحم الله المؤسسة الخيرية السعودية، رحم الله سلطان الكرام، وألهم مليكنا وشعبنا الصبر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سلطان بن عبد العزيز يمين الدولة خدمها بإخلاص مدة سبعين عاما، ومثّلها في العديد من المحافل الدولية، وأسهم في تنميتها في العديد من الميادين الهامة العسكرية والإدارية والخدمية. كان له الفضل في تأسيس العديد من الوزارات والقطاعات المهمة، نال ثقة المؤسس في تولي موقعين مهمين أولهما الحرس الملكي، القطاع العسكري الأهم، وثانيهما إمارة الرياض عاصمة المملكة ومقر الحكم، ثم نال ثقة إخوانه الملوك بعد ذلك عضيدًا وساعدا أيمن، وتولى وزارة الزراعة ثم المواصلات ثم وزارة الدفاع، وترأس العديد من اللجان العليا في الإصلاح الإداري والاقتصادي فأسهم بحنكته الإدارية في تحديث المملكة إداريا وتنميتها اقتصاديا، وبنى القواعد العسكرية فتحولت إلى قواعد تنموية، وأسس للتوازن الاقتصادي ليوطن التقنية ويوجد الوظائف لأبناء الوطن، حتى أصبحت بصمته الإدارية واضحة في كلِّ منجز، ومساهمته القيادية بارزة على كلِّ إنجاز.

سلطان يمين الخير والمكارم، له بصمات خيرية في جميع ميادين البذل والعطاء، تعليميا حيث كراسي البحوث والمنح الدراسية والموسوعات العلمية والتاريخية والجامعات المتقدمة، وصحيا حيث المراكز المتخصصة والإخلاء الطبي والتكفل بعلاج الآلاف في مدينة الأمير سلطان الإنسانية، وخيريا حيث مؤسسته الخيرية التي أسسها لتواصل عطاءه. إنه اليمنى الكريمة التي تسدد الديون وتعتق الرقاب، يمنى سيفتقدها الفقراء والأغنياء معا.

سلطان بن عبد العزيز: يمنى قوية في الحق، نسأل الله أن يجعل ما قدم بيمينه لهذا الوطن ولهذه الأمة في ميزان حسناته، ليتسلم بها كتابه عند رب رحيم كريم يحب الكرام المنفقين الرحماء:

الحزن يا بلادي بفقده متين

ولي عهدنا الأمين

سلطاننا اليمين

يمينه: الوفاء

يمينه: العطاء

والخير والنماء

وتلهج القلوب بالدعاء

ليأخذ الكتاب باليمين

بإذن خالق السماء

والحزن يا بلادي. بفقده متين

فـ للمكارم العزاء