لم تثن وفاة طفلة متأثرة بمرض في الكبد الشاب بداح البداح من محافظة الزلفي الذي كان قد توجه إلى المستشفى لوهبها جزءا من كبده عن عزمه، إذ عاد إلى المستشفى ذاته ليتبرع لطفل آخـر مصاب بمـرض وراثي.

وكان بداح توجه مـن الزلفـي إلى مستشـفى القوات المسلحة في الرياض (العسكري) بعد أن تم طلبه للتبرع بالكبد، إذ كـان وضع اسمه على قائمة المتبرعين، إلا أنه وبمجرد وصوله المستشفى فوجئ بوفاة الطفلة ربى المطيري التي كانت تحتاج إلى زراعة كبد.

وإذ عاد الشاب إلى منزله في الزلفي، محيطا الأمر بسرية تامة، ورده اتصال آخر من المستشفى ذاته يفيد بحاجة الطفل مفلح الصقر لعملية تستدعي زراعة كبد، ليتحرك المتبرع من جديد إلى المستشفى ويجري العملية ويعود، دون علم ذويه.

وانكشف أمر الشاب حين أصرت أسرة الطفلة ربى على زيارة أسرة بداح لشكر الأخير على صنيعه رغم عدم إتمام التبرع. ويقول بداح إن وفاة الطفلة ربى لم تثنه عن هدفه الأساسي وهو مواصلة العمل الإنساني النبيل حتى ولو من أجل طفل لا يعرفه، لأنه كما يقول جعل العمل الإنساني نصب عينيه.

عائلة البداح أقامت حفل تكـريم لابنـها أول من أمس بحضـور نائب محافظ الزلفـي عـبدالله الملا، وبحضور رئيس المجلس البلدي إبـراهـيم العطاالله, ووالد الطفل مفلح المتبـرع لـه، ووالد الطـفلة ربـى المطيري، وجمع غفير من المسؤولين والأهــالي.




 


لم تثن وفاة طفلة متأثرة بمرض في الكبد الشاب بداح بن عبدالرحمن البداح من محافظة الزلفي الذي كان قد توجه للمستشفى لوهبها جزءا من كبده عن عزمه للتبرع فتبرع لطفل آخر لا صلة له به في موقف إنساني عكس قيمة التبرع بالأعضاء. فما إن تلقى خبر وفاة الطفلة ربى بنت متعب المطيري، حتى قرر أن يتبرع للطفل مفلح صالح مفلح الصقر المصاب بمرض وراثي تسبب له في فقد الإنزيمات الطاردة للمادة الصفراء من الكبد. وأجريت عملية التبرع في مستشفى القوات المسلحة بالرياض وتكللت بالنجاح لكلا الطرفين.

ويقول بداح إن وفاة الطفلة ربى لم تثنه عن هدفه الأساسي وهو مواصلة العمل الإنساني النبيل حتى ولو من أجل طفل لا يعرفه, لأنه كما يقول جعل العمل الإنساني نصب عينيه. ووصف بعض أبناء أسرة آل بداح ما أقدم عليه بأنهم لو علموا بتوجهه للتبرع بجزء من كبده قبل إجراء العملية لوصفوه بالجنون،" ولكن الأمر تم سراً ولم يخبر أحداً به وتم تنويمه بالمستشفى وأجرى العملية وكنا نظنه في سفر طويل أثناء تغيبه عن المنزل، وعاد إلى المنزل ولم يخبر أحداً بما فعل، إلا أن الأمور بدأت تنكشف لنا شيئاً فشيئاً من خلال إسداء والد الطفلة ربى الشكر له على صنيعه وزيارته للزلفي رغم عدم إتمام التبرع، نظراً لوفاة الطفلة قبل التبرع. وبعد أن علمنا بصنيعه رأينا فيه البطولة والشهامة. وهذا درس نستقي منه نحن والآخرون قيمة العمل الإنساني".

ورفض "بداح" التكريم بشدة وقال: إن عملي هذا لوجه الله تعالى ومساعدة الآخرين قدر المستطاع، وإيحاء للناس بأن العمل الإنساني لا يتوقف عند حد معين، فوجوه الخير كثيرة، وعلى من يستطيع التبرع أن يبادر فيما يراه صالحاً له وللآخرين بغية ما عند الله من الأجر والثواب العظيم، وكسب قلوب الناس بتقديم العون والمساعدة, دون أن ينتظر المتبرع من الآخرين الشكر والتقدير.

وأوضح الشيخ راشد البداح خطيب جامع ابن عثيمين أن تكريم الشاب بداح يعتبر تشجيعا وتحفيزا له ولغيره مستشهدا بحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه حيث قال: "قيل: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده – أو يحبه – الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن" رواه مسلم.

وطالب أبناء أسرة البداح في المحافظة بتكريمه، لا من باب التفاخر وإنما من باب المثل الأعلى ليحتذى به فينال خيرا على خير، ويصبح قدوة حسنة في هذا العمل وغيره من الأعمال للتبرع بالأعضاء.

و أقامت أسرة البداح في محافظة الزلفي أول من أمس حفل تكريم لابنها "بداح" كرمز من رموز الوفاء لصنيع عمله، على شرف نائب محافظ الزلفي عبدالله الملا ، وبحضور رئيس المجلس البلدي إبراهيم بن عطاالله العطاالله , ووالد الطفل مفلح المتبرع له صالح مفلح الصقر، ووالد الطفلة ربى متعب خضران المطيري وجمع غفير من المسؤولين والأهل.

وقال عبدالله بن عبدالرحمن البداح "أحد أقارب بداح" إن العمل لا يساويه مبلغ مالي أو نحوه ، وإنما هو شعور بالرضا الحقيقي من النفس بما قدمه الإنسان في عمل الخير والتطوع. وأوضح والد الطفلة ما أقدم عليه بداح بأنه كان مبادرة من "بداح" وهو عمل خير يحتسب له بإذن الله كأنه تم بالفعل, فقد بادر وشق طريقه عازماً، لكن قضاء الله وقدره حال دون إتمامه.

وقال والد الطفل المتبرع له إن عمل بداح هو حقيقة معروف كبير، نسأل الله أن يكتب له الأجر والمثوبة له من عنده، وهو حافز حقيقي للآخرين للتبرع، فالعزيمة والدافع لا يقهرهما أحد.

وفي نهاية الحفل قٌدمت الدروع والهدايا من قبل أقاربه كما قدم مستشفى الزلفي وإدارة التربية والتعليم والغرفة التجارية دروعا تذكارية لبداح بهذه المناسبة، وشاركت مؤسسة حمد البدر للمقاولات وشركة العقيد المحدودة ومؤسسة الكسر ومؤسسة النخيل التجارية في حفل التكريم .