ليس غريبا أن يتكرر في وسائل الإعلام، ذلك المشهد المؤثر للأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وهو يقوم باحتضان وتقبيل أحد الأطفال المعاقين.

المشهد كان في غاية التأثير والجمال.. والسبب أنه أتى معبراً ـ دون تكلف ـ عن بساطة وعفوية الأمير الراحل، وحسه الإنساني الرفيع، الذي تعانق مع روح الطفل البريئة.

كان الأمير في هذا المشهد غاية في البهجة والسرور، كان مغتبطا، يداعب الطفل ويقبله كل لحظة.. يستمع إليه.. يحاوره.. يمازحه.. يبتسم من مداخلات الطفل، وعفويته الممتزجة بذكائه، ثم يعاود تقبيله.

تكرر المشهد في أكثر من قناة فضائية، وفي معظم المواقع الإلكترونية، وكان مناسبا لاستذكار سيرة الأمير سلطان على المستوى الإنساني، وهي سيرة عبر عنها المشهد بكل وضوح، واقتصر وصفها على تلك الكلمات العفوية والصادقة "أنا أحبك.. وأنا أنا أحبك بعد" التي انطلقت من قلب الأمير مباشرة.

الجميل في المشهد هو الابتسامة المشرقة التي لم تفارق محيا الأمير في تلك الدقائق المفعمة بالحب والأبوة الحانية.

المسؤوليات الكبيرة للأمير سلطان لم تثنه عن مقابلة الطفل الجميل وأقرانه من ذوي الاحتياجات، وأن يشملهم بعطفه ومحبته، ويشعرهم بحنانه واهتمامه، ويخصص لهم وقتا ثمينا من أوقاته، ويلبي لهم كل ما يحتاجونه.

المشهد كان عفويّاً، ولم يكن ضمن حوار مبرمج، أو استقبال رسمي، لكنه كان أكثر تعبيراً عن إنسانية الفقيد؛ ذلك أنه وصل إلى المتلقي من خلال الصوت والصورة، لا من خلال الوصف اللغوي الذي قد يقصر عن التعبير، وليس هناك أبلغ من الصورة.

تناقل وسائل الإعلام، ومواقع الإنترنت للمشهد، يعني أن الإعلام بشقيه: التقليدي والجديد، يتفق في ماهية المادة الإعلامية ذات الرسالة، والمعنى ـ هنا ـ أن الرسالة "المسج" قد تصل من خلال المضمون، والعفوية، بسرعة أكبر من وصولها عند التخطيط، والخضوع للاستراتجيات التي قد تنجح، وقد تفشل بنسبتين متساويتين.