الحديث عن حجم الفقد والحزن، ضربٌ من المستحيل..

الفقيد لم يكن رقما سهلا في هذه الدولة التي فقدت ركنا هاما مؤثرا من أركان الحكم.. كما أنه لم يكن رقما هامشيا لدى الآخرين.. كان رجل سياسة محنكا.. عاش طيلة حياته كتابا مفتوحا يتعلم منه الكثير.. عمل ذراعا صلبة للعديد من أشقائه طيلة عقود من الزمن عبر إسهامات متعددة.. إسهامه في تعزيز أدوار البلد على الخريطة الدولية، إسهامه في دعم مسيرة مجلس التعاون، وإسهامه بشكل مباشر في تطوير الإنسان السعودي، والآلة الحربية، جنبا إلى جنب، حينما قاد وزارة من أهم وزارات الدولة.. كما كان إداريا فذا، تجلت شخصيته الإدارية من خلال إسهاماته في مسيرة الإصلاح الإداري التي تشهدها هذه البلاد ـ وما تزال ـ منذ سنوات طويلة.

إن أي حديث عن هذه الجوانب لن يأتي بجديد.. الذي أسر الناس سابقا، وتجلى يوم أمس على ألسنة الناس كان إنسانية سلطان بن عبدالعزيز.. كانت عناوين الناس: سلطان الإنسان.. ابتسامة سلطان.. تواضع سلطان.. وغير ذلك من مترادفات الإنسان.. كانت المقاطع التي يتداولها السعوديون هي اللقطات الإنسانية المؤثرة للفقيد مع المعاقين والأيتام والفقراء.. كانت لقطات معبّرة وتختصر الكثير من الصفحات المشرقة..

"الناس شهود الله في أرضه".. لقد كان مؤسسة خيرية تسير على قدمين.. ولذلك فإن حجم الفقد سيكون أشد وطأة على أولئك المحتاجين الذين اعتادوا على لمسات يديه الكريمتين.. وإن كنا نعرف كثيرا مما قدم سلطان بن عبدالعزيز، فإن الكثير حتما لا نعرفه، وهو ما نسأل الله جلت قدرته أن يكون شفيعا له يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز، صاحب الابتسامة المشرقة، وغفر له.. إنا لله وإنا إليه راجعون.