دعا الزعيم الإيراني علي خامنئي في خطبة باللغة العربية في صلاة الجمعة بطهران أمس إلى إقامة نظام إسلامي في مصر. مؤكدا أن الانتفاضات العربية "زلزال" تلا الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ورأى خامنئي أن الانتفاضات العربية يمكن أن تؤدي إلى فشل السياسات الأميركية في المنطقة، حيث تبدو إسرائيل الأكثر قلقا على انهيار تحالفها مع مصر. وأضاف "الأحداث في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي. وما يجري اليوم في المنطقة بإمكانه استعادة الكرامة للأمة الإسلامية". وأضاف "لا تتراجعوا حتى إقامة نظام شعبي على أساس الديانة" الإسلامية.

وتابع أمام آلاف المصلين الذين تجمعوا للاستماع لخطبته التي تعتبر الأولى له منذ سبعة أشهر، أن "أحداث اليوم في شمال أفريقيا، في مصر وتونس وبعض الدول الأخرى لها مغزى خاص بالنسبة لنا. هذا ما كان يقال دوما عن اليقظة الإسلامية لدى قيام الثورة الإسلامية الكبرى للأمة الإيرانية، وهذا ما يظهر اليوم".

وتحيي إيران هذا الأسبوع الذكرى الثانية والثلاثين للثورة الإسلامية عام 1979.

وأضاف "يمكننا أن نسمع صدى صوتكم هناك. الرئيس الأميركي الأسبق (جيمي كارتر) خلال الثورة الإيرانية قال في مقابلة إن ما يسمعه في مصر مألوف. ما يسمع في القاهرة اليوم سمع في طهران في عهده".

وحذر خامنئي من تدخل الولايات المتحدة في التحركات الشعبية في مصر، قائلا "ليس من حق أميركا أن تتدخل في الشأن المصري". وأضاف متوجها إلى المحتجين المصريين "لا تثقوا بما يلعبه الغرب وأميركا من دور فهم كانوا قبل أيام يدعمون النظام المصري، ولا تثقوا بالدور الأميركي والأوروبي". وحمل خامنئي بعنف على الرئيس المصري الذي وصفه بأنه "لا مبارك"، وكال له العديد من الاتهامات. كما انتقد بعنف الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

وفي التطورات الداخلية، اتهم خامنئي زعماء المعارضة الإصلاحية بالعمل والتنسيق مع الأعداء لضرب الثورة في الاضطرابات الأمنية التي أجتاحت إيران عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 12 يونيو 2009. وقال، في غياب واضح لرئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني وممثلين عن أسرة مؤسس الثورة (الخميني) وأعضاء مجلس الخبراء: إن أعداء إيران كانوا يخططون لاستغلال بعض العناصر الضعيفة التي كانت تسعى للوصول إلى السلطة. وأكد أن صمود الثورة هو الذي أفشل مخططات الأعداء وأذنابهم في الداخل.

في السياق نفسه حذر عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الخبراء أحمد خاتمي، النظام والحكومة من مغبة محاولات معادية في الداخل تسعى للانقضاض على الثورة. وقال أمام تجمع لأنصار النظام في محافظة فارس (غرب إيران): إن بعض المعارضين الذين فقدوا مناصبهم يسعون إلى بث الفوضى، علينا أن نحذرهم لأنهم يريدون بث الفوضى مجددا في النظام.

إلى ذلك، منعت الشرطة الإيرانية إجراء مراسيم دينية في منزل غلام حسين كرباسجي مستشار رئيس حزب الثقة مهدي كروبي، بسبب معلومات عن تجمع لقادة المعارضة في منزله. وشغل كرباسجي منصب رئيس بلدية طهران في عهد الرئيس الأسبق رفسنجاني.