بدأ طلاب وطالبات جدة إجازة منتصف العام بالبحث عن كتبهم وأوراقهم وأدواتهم المدرسية التي غرقت وسط مياه الأمطار والسيول التي أصابت مدينتهم الأسبوع الماضي، قبل أن تنتهي اختبارات المواد، حيث اشتكى عدد من الأسر من قلقهم تجاه كتب أبنائهم التي فقدت، واستعداد أبنائهم للعودة للاختبارات الأسبوع المقبل بدون كتب دراسية.
أميرة جاوي لديها خمسة أبناء، أحدهم في المرحلة المتوسطة، تقول "بيتي تخرب تماما، وفقدنا كل شيء، كتب أطفالي وأوراقهم، أعمالهم المدرسية، أجهزة الكمبيوتر، أثاث المنزل الذي أنفقت فيه كل ما أملك من مال لتجديده بعد سيول العام الماضي، والآن ما أراه في بيتي كارثة ومصيبة، فمن يعوضني مالي الذي اقترضته لكي أؤثث بيتي بعد السيول السابقة، ومن يعوضني عن أثاث بيتي بعد السيول الأخيرة؟".
وتتابع جاوي: "كتب أبنائي وأدواتهم المدرسية كانت تسبح مع مياه البلاعات وقاذوراتها داخل منزلنا الذي غرق، ولا أعلم ما الحل خصوصا أن الاختبارات الأسبوع المقبل، وبرغم رفضهم زيارة البيت، لأنه قذر جدا ومبلل بالطين، أمرتهم بالذهاب إلى المنزل للبحث عن كتبهم، ولكنهم وجدوها شبه منتهية ومهللة تماما، ولا أعلم ما العمل. كما أن لدي طفلا مريضا بالسكر أصيب بالهبوط عدة مرات بعد السيل، تبرع له أهل الخير للدراسة في مدرسة أهلية هذا العام، ولا أعلم إن كانت المدرسة الجديدة ستوفر له كتبا أم إننا سنتوجه لإدارة التعليم لتوفير الكتب".
وقالت مها المطيري التي غرق منزلها في حي قويزة: "لدي ستة أبناء، أكبرهم ابنتي في السنة الجامعية الأولى، والباقي في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، جميعهم فقدوا كتبهم المدرسية وأدواتهم في البيت داخل السيول. واليوم مع الإجازة، أشعر بقلق شديد على أطفالي وأوضاعهم خصوصا أن الاختبارات الأسبوع المقبل مباشرة بعد انتهاء الإجازة، ولا أستطيع أن أذهب لإدارة التعليم لمخاطبتهم بخصوص الكتب، لأن قدمي كسرت خلال مشينا على الأقدام هروبا من السيل، ولدي أخ واحد كبير ومريض ويصعب عليه متابعة الموضوع مع إدارة التعليم".
من جانبه، طمأن مدير عام التربية والتعليم بجدة عبدالله الثقفي أولياء أمور الطلاب الذين تضررت منازلهم جراء السيول، مؤكدا تشكيل لجنة ميدانية تبدأ أعمالها الأسبوع الجاري، عبر جولات ميدانية على مراكز إيواء المتضررين بالشقق المفروشة لتدوين احتياجات الطلاب من كتب وأدوات مدرسية.
وأوضح أن هذه اللجنة ستوفر المقررات المدرسية البديلة لجميع الطلاب الذين أتلفت السيول كتبهم، ليتمكنوا من العودة إلى مدارسهم مطلع الأسبوع المقبل بجاهزية كاملة.
وطالب الثقفي جميع الأسر التي فقد أي من طلابها كتبهم الدراسية، بالتواصل مباشرة مع اللجان المشكلة لطوارئ الأمطار والسيول، والتي نشرت أرقام هواتفها في الصحف المحلية، وعلى الموقع الإلكتروني لإدارة التربية والتعليم، أو التواصل مع مدارسهم مباشرة.