"ما زال الإخراج السعودي يخطو خطواته الأولى، على الرغم من وصولنا إلى الوقت الذي أصبح العالم يتبع أفضل مدارس الإخراج"، هذا ما وضحه المخرج السعودي محمد عبيدالله في حديثه إلى لـ "الوطن"
وأكد عبيدالله أن الممثلين والمخرجين على حد سواء يحتاجون إلى نقابة فنية تحفظ لهم حقوقهم الأدبية والفنية، حالهم كحال جميع الدول التي تعتني بالفن، واصفاً الفن بأنه رسالة سامية وهبها الله للبشرية للتعبير عما بداخلهم، موضحاً أن هناك توجها شبابيا قويا للإخراج السعودي، وهذا دليل على مدى وعيهم وحماسهم للدخول إلى هذا العالم، لإيصال رسائلهم الفنية بطريقة فنية راقية".
وأضاف "في جدة مثلاً هناك فئة لا بأس بها من صغار السن من الشباب، وحتى الكبار يتلهفون للدخول لهذا العالم، ويتوقع أن نرى أعمالاً كبيرة لهم، وهناك فئة كبيرة في العاصمة الرياض توجهوا بالفعل لمجال الإخراج والإنتاج التلفزيوني، وأصبحوا متخصصين في هذا المجال".
وتمنى عبيدالله أن تهتم الجامعات بهذا المجال، وتؤسس أقساماً خاصة للإخراج التلفزيوني، وأن هذا التوجه نحتاجه كثيراً خلال الفترة المقبلة.
وقالت طالبة قسم الإعلام بجامعة الملك سعود لينة عصام ( 20 سنة) إنها تتطلع لتعلم المزيد للدخول في عالم الإخراج، وإنها على الرغم من دراستها للإعلام، إلا أنها لم تجد أي استفادة من تخصصها من هذا القسم، فالمناهج المخصصة لا ترتقي لطموح الكثير من الشباب والفتيات، في حين أنها ومن خلال الدورات التي تقام في الإخراج والمصادر الموجودة في الشبكة العنكبوتية، وجدت ضالتها في التعلم والاستزادة لدراسة الإخراج، والحصول على ما تتطلع إليه من معلومات وتطبيقات لم توفرها لها الجامعة خلال فترة دراستها.
واتفقت معها زميلتها في القسم نفسه أمجاد، وتمنت أن يؤخذ بيد الفتاة السعودية للدخول إلى هذا العالم بشكله الصحيح.
وعن الإخراج السعودي في وقته الحالي قالت أمجاد إنه ما زال قيد التطور، وذلك بوجود شباب يتطلع لدراسته بشغف كبير، واصفة فن الإخراج بأنه فن المستقبل، مؤكدة أنه في القريب سوف يتخرج منهم العديد ممن يملكون الموهبة والشغف لتطوير الإخراج السعودي.
أما مشاعل الأحمد فتشعر بأنها بدأت خطواتها الأولى في الإخراج، بعد أن التحقت بدورات متخصصة في هذا المجال، موضحة أنها ما زالت عند نقطة البداية لمشوار طويل، وتتمنى أن تواصل المسيرة فيه لإرسال رسالتها على أكمل وجه.
وأضافت أن "الإخراج السعودي ما زال في أولى خطواته، وأن من المؤلم ألا توجد لدينا ثقافة الإخراج والميديا عامة، لإيصال أفكارنا وآرائنا وآمالنا، وأتمنى أن يتغير الوضع في المستقبل"، وطالبت مشاعل أن يكون هناك دعم لمن أراد أن يضع بصمة في هذا المجال، ويرتقي بالإخراج السعودي.
ويصف أحمد عبدالرحمن الغامدي طموحه في الإخراج بأنه لا حدود له، ففي أغلب أوقات فراغه، كان يتعلم أكثر من خلال الاطلاع على الكتب والأفلام الوثائقية من خلال الشبكة العنكبوتية والتلفاز، موضحاً أنه لطالما رغب أن يكون عنصرا مهما في عالم الفن والإخراج، وذلك منذ أن كان طفلاً من خلال متابعته للرسوم المتحركة والأفلام، وتطور حبه في هذا المجال مع الإنترنت، وتوفر المصادر من مشاهدة الأفلام المستقلة، أو وجود المواقع الاجتماعية مثل الـ"فيسبوك"، والتعرف على من يشاركه في طموحه.
وأضاف الغامدي أن الإخراج السعودي ما زال وليدا، بدليل أن كثيرا من الشباب له اجتهادات شخصية، لفقر الدعم المادي من جهة، وعدم وجود الدعم من المؤسسات الخاصة والعامة للصناعة من جهة أخرى، مشيرا إلى أنه لو توفرت المعاهد المختصة والدعم المالي واللوجيستي للصناعة لاختلف الحال، مؤكداً أنها صناعة جادة تدر على المجتمع السيولة المالية وفرص العمل.