بدأ مئات المتظاهرين المصريين اليوم (الجمعة 2011-02-04) في التوافد إلى ميدان التحرير استعدادا لما أسموه "جمعة رحيل" الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتولى الحكم منذ 30 عاما، بعد 10 أيام من بدء انتفاضتهم لإسقاط نظامه.
وقبل ساعات من هذه التظاهرات، قالت صحيفة نيويرك تايمز إن الولايات المتحدة تبحث مع مسؤولين مصريين استقالة مبارك فورا ونقل السلطة إلى حكومة انتقالية برئاسة نائب الرئيس عمر سليمان.
وكتبت نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ودبلوماسيين عرب، إن الخطة المطروحة والتي تقضي بقيام حكومة انتقالية برئاسة سليمان تهدف إلى الحصول على دعم الجيش المصري.
وقال مراسل فرانس برس إن مئات المصريين بعضهم محملا بالمواد الغذائية التي كانت شحيحة الخميس لدى المتظاهرين كانوا يقفون طابورا صباح الجمعة عند نقطة تفتيش أقامها الجيش عند مدخل جسر قصر النيل على بعد قرابة 500 متر من ميدان التحرير.
وأضاف المراسل أن الجيش تمركز في ميدان الجلاء الذي يبعد أكثر من كيلومتر عن ميدان التحرير، وأغلق الطريق أمام حركة سير السيارات ولكنه يسمح بعبور المشاة.
ويأمل المتظاهرون في أن يكون حجم المشاركة في تظاهرات الجمعة مماثلا على الأقل ليوم الثلاثاء الماضي عندما تجاوزت أعداد المحتجين في أنحاء مصر المليون شخص.
بالمقابل أطلقت الأوساط الموالية للرئيس مبارك شعار "يوم الوفاء" في إشارة إلى تمسكهم بالرئيس المصري حتى نهاية ولايته الخريف المقبل، إلا انه لم يعلن بعد عن أي تجمعات أو تظاهرات لهم كما حصل الأربعاء الماضي.
ودفعت الضغوط الخارجية على ما يبدو السلطات المصرية إلى التأكيد على عدم التعرض للمتظاهرين المحتجين خلال تظاهراتهم.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في ساعة متأخرة من ليل الخميس الجمعة عن رئيس الحكومة المصرية احمد شفيق انه أصدر "توجيهاته" إلى وزير الداخلية محمود وجدي بعدم "التعرض لأي مسيرات سلمية الجمعة".
وفي واشنطن أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن مساء الخميس أن قادة الجيش المصري "أكدوا له مجددا" إنهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة الجمعة.
وقال مولن في مقابلة تلفزيونية انه "خلال المحادثات التي أجريتها مع قيادتهم العسكرية، أكد لي العسكريون مجددا أنهم لا ينوون فتح النار على شعبهم".
وقالت الصحافية كريستيان امانبور من شبكة ايه بي سي الأميركية إن نائب الرئيس المصري عمر سليمان أكد لها الخميس حين التقته على هامش مقابلة أجرتها مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة "لن نسمح أبدا باللجوء إلى القوة ضد الشعب".
وبعد ليلة هادئة نسبيا مقارنة بالليالي السابقة بدأ المناهضون للرئيس مبارك بالتدفق صباحا إلى ميدان التحرير، حيث شوهد العشرات يدخلون محملين بالطعام والماء إلى المعتصمين هناك، بحسب مراسل فرانس برس.
وكان أركان الحكم تسابقوا الخميس في إطلاق الخطوات الانفتاحية لتبريد الأجواء إثر موجة الإدانات الدولية لأعمال العنف في القاهرة.
فقد قدم رئيس الحكومة "اعتذارا" عما حصل الأربعاء من مواجهات نتيجة وصول مجموعات مؤيدة للرئيس مبارك إلى ميدان التحرير، واعتبر أن الهدف من هذا العمل كان إحداث "شغب" واعدا بالتحقيق في الأمر والاقتصاص من الفاعلين.
ودعا المحتجون إلى تظاهرة مليونية في جميع أنحاء مصر تخرج من المساجد بعد صلاة الجمعة كما حصل الجمعة الماضي.
وعشية "جمعة الرحيل"، تم توقيف 7 من قيادات المحتجين في ميدان التحرير بعد زيارة قاموا بها للمعارض المصري البارز محمد البرادعي.
وقال نائب الرئيس المصري في مقابلة مع التلفزيون المصري الخميس انه بدأ إجراء حوار مع أحزاب معارضة وشخصيات سياسية مؤكدا أن الحوار سيشمل الإخوان المسلمين ولكنه لم يوضح ان كانت الدعوة وجهت إلى البرادعي أم لا.
وترفض الأحزاب السياسية الرئيسية والإخوان المسلمون والبرادعي حتى الآن البدء في أي حوار قبل تنحي الرئيس المصري.
من جهة أخرى ذكر شهود عيان أن مسلحين مجهولين أطلقوا قذائف "أر بي جي" صباح اليوم (الجمعة 2011-02-04) على مبنى مباحث أمن الدولة في مدينة العريش المصرية 381 كلم شمال شرق القاهرة ما أدى إلى اشتعال النيران في المبنى.
ووفقا للشهود فان مبنى أمن الدولة الذي تعرض للقذائف هو المبنى الجديد الذي تم افتتاحه منذ 5 شهور فقط وهو ملاصق لمديرية أمن شمال سيناء وديوان المحافظة حيث من المحتمل أن تمتد النيران إلى تلك المباني في حالة عدم السيطرة على الحريق.
يذكر أن مبنى أمن الدولة القديم الذي يقع في قلب مدينة العريش تم تدميره وإحراقه في تظاهرة يوم الجمعة الماضي.