حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك دول العالم من تصاعد متزايد لأسعار الأغذية والسلع الأولية.

وقال إن العالم يواجه طائفة واسعة من الأسعار المتزايدة للأغذية والسلع الأولية وإنه ينبغي لمزيد من البلدان أن تدرك ضرورة مكافحة تقلب الأسعار.

وتأتي تحذيرات زوليك في وقت كشف فيه مؤشر الفاو للغذاء عن تسجيل مستوى قياسي في أسعار الغذاء العالمية خلال يناير.

ودعا زوليك قادة مجموعة العشرين إلى إعطاء أولوية للغذاء لمعالجة صعود الأسعار والتقلب المتزايد الذي يعرض للخطر الفقراء ويرفع معدلات التضخم في البلدان النامية ولا سيما في آسيا.

وقال "سنواجه طائفة أوسع من الأسعار المتزايدة للسلع الأولية بما فيها أسعار السلع الغذائية".

وأضاف "هذا قد يسبب ضغوطا ولكنه قد يخلق أيضا فرصا". ولاحظ أن البلدان النامية يمكنها زيادة العائدات من خلال زيادة إنتاج الغذاء لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

وأوضح أن زيادة طلب المستهلكين ولا سيما على السكر واللحوم في الاقتصاديات الناشئة السريعة النمو هو عامل رئيسي يرفع الأسعار مقارنة بمستوياتها في أزمة 2007-2008.

وكان مزيج من الأسعار المرتفعة للنفط والوقود وزيادة استهلاك أنواع الوقود الحيوي وسوء الأحوال الجوية وارتفاع أسعار العقود الآجلة قد قفز بأسعار الغذاء عاليا في عامي 2007 و2008 ليفجر احتجاجات عنيفة في بلدان أفريقية.

وقال زوليك إن مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذائية تضم الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر يظهر زيادة أسعار الأغذية عن مستويات 2007-2008.

وأظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أمس ارتفاعا في أسعار الغذاء العالمية في يناير إذ سجل مؤشر الفاو لأسعار المواد الغذائية مستوى قياسيا تجاوز الذروة التي بلغها في عام 2008 حينما أثار ارتفاع أسعار الغذاء أعمال شغب في عدة دول.

وسجل المؤشر الذي واصل الارتفاع للشهر السابع على التوالي أعلى مستوياته منذ بدء تسجيل البيانات عام 1990 وتجاوز مستوى 224.1 المرتفع الذي بلغه في يونيو 2008 خلال أزمة الغذاء في 2007-2008.

وبلغ المؤشر 230.7 نقطة في يناير ارتفاعا من 223.1 نقطة في ديسمبر.

ويضم المؤشر الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر.

وكان مؤشر (الفاو) لأسعار الغذاء قد سجل مستوى قياسيا مرتفعا في ديسمبر متخطيا المستوى المرتفع السابق المسجل في يونيو 2008 خلال الأزمة الغذائية.

وحذرت منظمة الفاو التي تتخذ من روما مقرا من أن أسعار الغذاء قد ترتفع أكثر معبرة عن مخاوفها بشأن الأنماط العالمية للأحوال الجوية.

وكان جفاف حاد في منطقة البحر الأسود العام الماضي وأمطار غزيرة في أستراليا والمناخ الجاف في الأرجنتين وتوقعات بقفزة للطلب بعد الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط قد ساعدت على صعود أسعار الحبوب إلى مستويات مرتفعة لم تشهدها منذ عدة أعوام.