يحقق العديد من النساء في القصيم مكاسب مادية كبيرة من داخل منازلهن، عبر التخصص في عمل الأكلات الشعبية وتجهيزها، ومن ثم توصيلها بعد طلبها عبر الهاتف.
فقد استغلت كثير من الأسر أوقات الفراغ للاستفادة من خبرة كبيرات السن في الطبخ، وإعداد الأطعمة الشعبية الشهيرة في منطقة القصيم كالمرقوق، والقرصان، والجريش، والحنيني، والفتيت، والمطازيز وغيرها.
وقد نجحت المرأة القصيمية بتجهيزها وإعدادها للأكلات الشعبية في منافسة الكثير من المطاعم الكبرى، فهي تصنع الأكل الشهي لتتذوقه بيوت القصيم، ولجأت إلى تلقي طلبات الحجز عبر الجوال، ليتم توصيل الطلبات من الأكلات الشعبية بنكهتها البيتوتية المميزة إلى أصحابها.
هدى الحوشاني (إحدى السيدات اللائي امتهن إعداد الأكلات الشعبية) تقول " كسل بعض الزوجات واعتمادهن على العاملات، وشغف الأزواج بالطبخ الأصيل، وعدم معرفة الجيل الجديد بهذه الأكلات، جعلت الكثير من الأسر يستعينون بنا للحصول على طلباتهم من معدات الأكلات الشعبية، سواء للعائلة أو للولائم التي يقيمونها".
ويوافقها الرأي محمد الصالح الذي يؤكد أن "السبب الرئيسي في طلب معدات الولائم والأكلات الشعبية هو عدم معرفة بعض النساء في البيوت حديثاً بطرق إعداد هذه الأكلات بنكهة وطعم متميز".
في حين كان الخوف من ضعف الرقابة على الكثير من المطاعم العامة هو الذي دفع خلف العتيبي إلى أن يتجه إلى معدات الأكلات الشعبية في البيوت.
وتبين سامية الصالح أن مصاريف المنزل والأولاد دفعتها للطبخ وتقديم الأكلات الشعبية عبر الهاتف، وتضيف " يتم طلب الأكلات هاتفيا وتحديد السعر ووقت الاستلام قبل المناسبة بمدة كافية، وأكثر ما يطلب مني الجريش والمرقوق والحنيني ، وأسعار هذه الأكلات متفاوتة تتراوح بين 200 إلى 300 ريال للوليمة الكبيرة، التي تتضمن كافة أنواع الأكلات الشعبية"، مشيرة إلى أن الطلب يزداد حسب الإجازات والمواسم وفي فصل الشتاء.
من ناحيتها تقول سامية الوابلي "دخلت في مجال إعداد الولائم إعدادا متكاملا، لإقبال الزبائن على طبخ النساء، وهذا يعود لافــتـقـاد الكثير من الأسر إلى طبخ النساء، في وقت أصبحت فيه الكثير من ربات البيوت يعتمدن على العاملة المنزلية في إعداد الطعام، وبالتالي عدم وجود الطعم والنكهة".
فيما قالت سلمى عبدالرحمن وهي تعمل في نفس المجال "أتفق مع ربة البيت، وأعمل لها كل التجهيزات المناسبة من الأكلات الخفيفة والسريعة بمجرد طلبها عبر الهاتف قبل المناسبة بيوم أو يومين".
وتضيف خلود الشمري "امتهنت هذه المهنة لتزايد الطلبات على هذه الأكلات، ولبراعتي في الطبخ ، ليس فقط في الأكلات الشعبية، وإنما أيضا في الأكلات الطازجة والمبردة والمثلجة حسب رغبة ربة المنزل" ، مشيرة إلى أنها تتلقى الطلبات بمعدل 10 طلبات يوميا، وأن دخلها الشهري من هذا العمل يصل إلى عشرة آلاف ريال.