شرعت مجموعة من المخرجين السينمائيين في تونس لتحضير أفلام وثائقية مسجلة تؤرخ ليوميات الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس، والتي استمرت لأكثر من شهر وانتهت بسقوط حكومة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وفراره خارج البلاد برفقة مجموعة من أقاربه.

ويستعد المخرج التونسي محمد الزرن لمواصلة تصوير فيلمه الوثائقي حول أحداث الثورة، حيث كان تابع بالكاميرا أغلب المسيرات التي جابت شوارع العاصمة، كما سجل شهادات شباب من مختلف أنحاء الجمهورية من القصرين وسيدي بوزيد وقفصة ودوز فضلاً عن تونس العاصمة.

وسيدعم محمد الزرن - بحسب ما جاء في موقع العربية نت الإخباري - عمله الوثائقي الذي من المنتظر أن يكون جاهزاً في نهاية فصل الصيف بشهادات لعائلات الشهداء وشهود عيان في عدة مناطق من البلاد، إلى جانب نقل صورة صادقة عن بعض الأحداث المأساوية والانفلات الأمني الذي ساد عقب تنحي الرئيس المخلوع عن السلطة.

من جهته، فسح الممثل والمخرج الشاب محمد علي النهدي المجال في فيلمه الوثائقي، الذي يعكف على إنجازه، لنماذج من كل فئات الشعب، حيث تجول بالكاميرا في أنحاء الجمهورية ليجمع شهادات ومواقف متباينة.

وصرح أنه بقدر ما شعر بالنخوة والاعتزاز إزاء آراء أغلب المستجوبين الذين عبروا عن سرورهم لسقوط الطاغية وأزلامه، فقد أبدى استياء كبيراً من موقف بعض الأشخاص الذين يبدو أنهم مستفيدون من النظام المخلوع.

وفي هذا الصدد، لاحظ محمد علي النهدي أن الهدف من إعداد الفيلم هو الكشف عن التباين الطبقي في تونس الذي أفرزه الفساد الاجتماعي والمالي للنظام السابق، معرباً عن الأمل في أن تتحقق العدالة الاجتماعية، وأن تنصف هذه الثورة الفئات المحرومة.

بدوره، انكب المنتج الحبيب عطية الذي يشرف على شركة سيني تيلي فيلم على إنجاز فيلم وثائقي برفقة المخرج مراد بالشيخ من خلال توثيق مساحات واسعة من أحداث الثورة ويومياتها بالاعتماد على شهادات أشخاص ساهموا فيها من قريب أو من بعيد.