أن يكون لديك فريق جيد في أي رياضة فهذا يحتاج منك إلى خطة عمل واستراتيجية تتبعها ومنهج تطبقه لتحقيق هذا الهدف.

وأن يكون لديك بناء نهضة رياضية في بلد مترامي الأطراف كالسعودية فهذا يتطلب نفس الخطوات السابقة، ولكن بتفاصيل أكثر وعمق أكبر لأن الهدف كبير، ويحتاج إلى عدة سنوات لتحقيقة إذا ما كانت الخطط صحيحة والتطبيق سليم.

هذا الهدف الاستراتيجي هو ما كان ينقص عملنا في السنوات السابقة، حيث كانت معاملاتنا تتم وفقا لما يحدث اليوم، لا على ما نريد أن نكونه غداً وبعد غد، فكان الانحدار التدريجي في نتائجنا نتيجة طبيعية لطرق تعاملنا الخاطئ مع الأحداث المتتالية، وتأخرنا في معالجة الخطأ من جذوره، حيث كنا نعالج النتيجة فقط ولا نعالج المسببات لهذه النتيجة، وعلى ذلك كنا نستهلك جهودنا في غير ذي نتيجة، لذا كانت المعالجات مستمرة تبعاً للمواقف.

وإن كانت القيادة الرياضية قد تغيرت أخيراً، فمن الظلم أن يتم الحكم على القيادة الجديدة سلباً أو إيجاباً في الفترة الحالية، وإن كانت تحاول ضخ دماء جديدة في أروقة الاتحادات واللجان، التي نأمل أن تكون قادرة على تلبية الطموح واستشعار حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

وإن كنت أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى عقد شراكة حقيقية مع إحدى الدول المتقدمة رياضيا مثل كوريا واليابان والصين بحيث نستفيد مما لديها من خبرات وتجارب تطويرية وما تفرضه من أنظمة وقوانين تنظم العمل وتضبط السلوك بل نرسل لهم لاعبين وفرقا للعب هناك والتدريب المشترك لمدد مختلفة، بحيث يظهر لنا جيل جديد يتحلى بروح الرياضة الحقيقية، ويكون منضبطاً وفاهماً ما له وما عليه، كذلك نستقطب خبرات فنية وإدارية للعمل معنا مستشارين وإداريين لنقل خبراتهم التنظيمة وتطبيقها لدينا بما يتناسب مع أهدافنا.

هذه الشراكة يجب أن تؤطر بشركة ذات خبرة في عمليات التطوير الرياضي حتى تكون مستشاراً فعالاً للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وموثقاً أميناً لكل الأحداث والفعاليات التي تتم خلال تطبيق استراتيجية النهضة الرياضية السعودية الجديدة حتى تستفيد منها الأجيال القادمة للعمل بنتائجها واستكمال البناء من حيث انتهى إليه الجيل السابق لنضمن استمرارية البناء والتطور لأجيال وأجيال قادمة.

لذا ومن وجهة نظري، فإن ما سبق هو مقترح، وبكل تأكيد هناك الكثير من الأفكار المفيدة التي إن رأت النور وطبقت بشكل سليم فهي ستساهم في استعادة أمجاد مضت بل سوف نحقق منجزات جديدة لم نعهدها من قبل إذا ما أخلصنا النية وأجدنا في العمل، وقبل ذلك أن نضع الخطط المناسبة لتحقيق أهداف استراتيجيتنا المختارة.